شعـر : عبد الصمد الصغير|المغرب
هذي الرُّؤى اسْتَعْصَتْ عَلى التَّفْسيرِ
وَاسْـتَـنْفَـذَتْ دَهْــراً مِـنَ التَّـفْكـيرِ
***
مَنْ ها هُنا يُفْـتي وَيَعْـبُرُ في الرُّؤى؟
يَسْكْـشِـفُ النَّـجْــوى بِـبـابِ قَـديـرِ
***
مَـنْ بَيْنَـنا يُبْـدي الْمَـوَدَّةَ وَالْحِـمـى؟
يَـبْـدُو هُـنــاكَ … بِـلا دَمٍ وَضَـمـيرِ
***
وَأَبـي رَمـاني فـي حُـروفٍ تَـلْتَـقي
كَــأَنّـي بِـهـا فـي جَــنَّـةٍ وَحَــريـرِ
***
وَأنـا ، أَراني فـي رُبـاهـا مُـنْـعَـماً
مُـتَـهَـيِّـبـاً مٍـنَ سَـطْـوَةِ التَّـعْبـيرِ
***
أَسِـفَ الـزَّمـانُ تَـعَـثُّراً فـي سَيْـرِنـا
لَـمّـا رَأى … مـا كـانَ مِـنْ تَـقْصيـرِ
***
هـذا الْـكَــلامُ … مُعَـقَّـدٌ تَـفْسـيرُهُ
لا يُـظْــهِـرُ الْمَـعْـنـى بِـلا تَـبْــريـرِ
***
في فَهْـمِ أَحْوالي شِبْتُ ، وَلَمْ أَجِـدْ
غَـيْرَ الَّذي ، سَهْـواً ، خَـلا تَـقْديـري
***
مـا فِـكْـرَتي إِلّا الَّـتــي قَـدْ فـاتَـها
فِـكْـرُ الَّـذي يَمْـشي لِغَـيْـرِ مَـصـيرِ
***
يا أَيُّـها الـرّائي … تُرى! ماذا تَـرى؟
حَـتّـى تَـرى نَـوْماً بِعَـيْنِ قَـريـرِ
***
إِنّـي رَأَيْـتُ مُـرورَ طَـيْفٍ قَـدْ بَـدا
مُـتََـلَـوِّنـاً فـي مَـشْـهَـدِ الـتَّـغْـيـيرِ
***
إِنّـي ظَـنَـنْتُ بُلُـوغَ أَمْـري صامِـتاً
حَـتّى انْـتَـهى فـي شَـهْقَـةٍ وَزَفـيرِ
***
إِنّـي سَـئِمْـتُ كَـلامَكُـمْ وَهُـراءَكُـمْ
وَتَـعِبْـتُ مِـنْ نَـوْعٍ بِشَكْـلِ حَـقـيرِ
***
إِنّي رَأَيْـتُ في خُـطْبَـةٍ إِقْـدامَكُـمْ
وَتَـراجُـعَكُـمْ فـي وَقْـفَـةٍ وَمَـسـيرِ
***
قَـسَـماً بِـرَبّـي مـاجَـرى حَـقٌّ يُـرى
وَكَـبيـرُكُـمْ تَــرَكَ الْمُـنـى لِـصَغيـرِ
***
وَقَـوِيُّـكُـمْ لِـضَـعـيفِكُـمْ مُـسْـتَعْبِدٌ
وَغَـنِـيُّــكُـمْ فـي نِـعْـمَـةٍ بِـفَـقـيرِ
***
أَسِفَتْ عَلْينا الْأَرْضُ لَمّا اسْتُعْمِرَتْ
وَاسْـتُبـيحَـتْ مِـثْلَ لُعْـبَةٍ بِـمَصيرِ
***
اَلشِّـعْرُ أَدْرَكَـني حَـزينـاً بـاكِـياً
وَالْحُـبُّ ضَلَّـلَني فَـضاعَ مَسـيري
***
اَلصُّـبْحُ زادَ تَـأَخُّراً حَـتّى اخْـتَفى
وَاللَّـيْـلُ غَـرَّرَ بي وَبـاعَ مَـصيري
***
رُؤْيايَ أَفْتُوا وَاعْبُرُوا في حَيْرَتي
فَرُمُوزُها اسْتَعْصَتْ عَلى التَّفْسيرِ
