أدب

حَوّارَة

شعر : عبد الناصر صالح
استبْشِري بالعُرْسِ يا جارَةْ
في الحيِّ والحارَةْ ..
وتَزَيّني بالثّوْبِ أبيضَ
قادِمٌ وَعْدُ العريسِ
على ذُؤابتِهِ البِشارَةْ ..
إن أحرَقوا الطرقاتِ
أو هَدَموا البُيوتَ
فسوفَ تنعمُ بالنّضارَةْ ..
أنتِ البلاغةُ في صَدارَتِها
وانتِ نُبوعُها
والإستِعارَةْ ..
غدُكِ الذي غَزَلَ الأماني كُلَّها
غَزَلَ الجَسارَةْ
وَشْماً على عُنُقِ المَحارَةْ ..
فاستَبْشِري بالعُرْسِ
قد بَزَغَتْ مع الفجرِ الأمارَةْ ..
والعينُ بالأشْواقِ أمّارَةْ
والطِّفلُ يعزِفُ لحنَهُ عِشقاً
فيلتَقِطُ الإشارَةْ ..
عَلَماً يُرَفرِفُ في سَمائِكِ
ثم تَنْهَمِرُ الحِجارةْ
فتزيّني للعرسِ
وانتَفِضي
لتنتَفِضَ العِبارَةْ ..
وبراثِنُ المستوطنينَ تعودُ بالخَيْباتِ مُنْهارَةْ
صفّارةُ الإنذارِ عندَ عُلوجِهِمْ
رَضَخَتْ
لتعلِنَ ألفَ غارَةْ ..
كَذَبَتْ إذاعتَهمْ
كما كَذَبَتْ بياناتُ ” الإدارَةْ ”
حَوّارةٌ تأتي إلى المَيْدانِ وارِفَةً
فترْتَفِعُ السّتارَةْ ..
حَوّارَةٌ تأتي بكلّ جَدارَةْ ..
والماجِداتُ على خُطى الجدّاتِ
والعَمّاتِ
والخالاتِ
نِعْمَ المُستشارُ والاستِشارةْ ..
فتَزَيّني بالوعْدِ
إنّ العشقَ ينبضُ ساخناً
والعاشِقاتُ حَفِظْنَ أسرارَةْ ..
” وكَريمَةٌ ” تسعى إلى ” سارَةْ “
“وفداءُ” تحمي بيتَ “نَوّارَةْ “
هذي انتفاضَتُنا إذَنْ
تمتَدُّ في السّاحاتِ هَدّارَةْ ..
ودماؤُنا
أغصانُ كَرْمَتِنا أمام الدّارِ
ما ذهَبَتْ خسارَةْ ..
فتزيّني بالعرسِ
وانتَفِضي
كلُّ الجُموعِ فِداكِ حَوّارَةْ ..
كلُّ الجُموعِ فِداكِ حَوّارَةْ ..
كلُّ الجُموعِ فِداكِ حَوّارَةْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى