أدب

تيسير حيدر.. شاعرا للإنسان عاشقا للطبيعة

بقلم: عبدالوهاب بيراني

شاعر الطبيعة.. تيسير حيدر من ساحلنا الجميل، ساحل الأبيض المتوسط، شاعر الريف الانيق ونماذج لكتاباته أقدمها لكم عبر هذا الموقع الجميل عبر هذا الاستهلال المختصر، عبر درب ترابية معشوشبة تاخذني لتخوم قرية هناك…تنام كطفلة هدها النعاس وهي تستمع لحكاية عن بحار عتيق أخذ قلب صبية عيناها بلون بلون البحر و لم يعُد قاربه بعد….
لا أجمل من ممارسة الطبيعة، كتابتها، الانغماس بها، أن نمارس العطر والشعر، أن نغوص في عمق سحرها،..
الشاعر تيسير حيدر يستحق لقب شاعر الطبيعة، فهو يمتلك روح رومانتيكية، ومفرداتها، يعبر بنا إلى تخوم الضوء، والجمال المنبثق من رحيق زهرة هنا أو نسغ نبتة هناك، ينصت لصوت الطبيعة، يسمع موسيقاها، ينداح مع مواويل الرعاة، يبحث في تاريخ اللون، والعطر وفي همس الأرض، هناك في ريفنا الجميل ما يستحق الشعر، دعنا هكذا نرددها على طريقتنا…
تيسير حيدر قامة شعرية عريقة تمتزج مفرداته مع عناصر الطبيعة،.. طبيعة ليست غريبة عن روحه، وليست بعيدة عن أرواحنا، لأننا لازلنا على “مرمى قبلة” من حقول النور، و بساتين الجمال، و بيادر الحنين…
تحية جميلة لشاعرنا الأستاذ تيسير حيدر
نصوص مختارة للشاعر تيسير حيدر
رَباباتِ الحَجَل
كَم أنا شَهِيٌ هذا الصَّباح
قَصِيٌ كَكُرومِ العِنَب العالِيَّة
أنتظِرُ نَبيذي
رَباباتُ الحَجَلِ قلبي
سَعِيدٌ مع الصُّخورِ ،تَنفذُ من شقوقِها الأزْهار ،تُلامِسُ نَظراتي بهَمْسٍ كَرَضِيْعِ الثَّدْي
اللَّه….ما أسْعَدَ الحياة ..!!
الأقْحوانُ
سَليلُ السُّهول
يُتْقنُ لُعبةَ “يحبني لا يحبني”
مُنشَرحٌ دائماً ،باسِمٌ،أسنانُهُ اشتهاءُ العِناقِ والقُبَل
يَتَزَيَّنُ ،يتَبرَّجُ ،يَتمايَلُ مع غَزَلِ النَّسيم
قَريبٌ مِنِّي الآنَ ،يَرمقُني بالإعْجاب
أيَعلَمُ أنِّي أروي سِيْرتَهُ ،وهل للنَّباتاتِ قُلوبٌ تُثَرثرُحُباً ؟!
والأقحوانُ،كيف يتبادَلُ الحِوارَ مع الأعشاب المُجاوِرة ؟!
وعندما يَحلُّ القَحْطُ ،أتَتَهادى النباتاتُ العَصيرَ والنَّسغَ مَثَلاً ؟!
يَرقصون مع النَّسماتِ !
أتَتَشابَهُ رَقصَتُهم ،أم أنَّ لكُلِّ قَومٍ منهُم فولكلوراً خاصَّا ؟!
الأعشابُ الآنَ تَغارُ وقد تُلامِسُ قلَمي أحياناً
وَعْدي لَكُم ،لكُلِّ عاشِقةٍ قَصيدة ،أصدقائي من النَّباتاتِ الشَّهِيَّة ،لن أنساكُم
الفُرصَةٌ ضَيِّقةٌ والرَّبيعُ يَنْتَعِلُ حِذاءَهُ الأخْضَرَ إيْذاناً بالرَّحِيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى