أدب

هذا الحب القاتل

سمير حماد| سوريا

لماذا جمعت يا إلهي, في داخلي ,
كل هذه التناقضات جسداً وروحاً ،
ففي حين أجدني قوياً جباراً ،
إذا بي, تغتالني وتؤرقني ذبابة ،
وما إن أبتهج قليلا ،
حتى تباغتني الأحزان ويهجرني الفرح ،
جعلتني حينا , حملا وديعاً ,
وحينا جعلتني , أسداً هصوراً ،
جعلتني حكيما حينا ,
وساذجا غبياً حينا آخر…..
حينا يدفعني الطموح إلى الذرى ,
وحينا تجرجرني الخيبات إلى الهاوية ،
حينا أقاتل من أجل الحقيقة ,
وأحيانا أتعلّق بأذيال الأوثان وأنحنى للطغاة ,
جعلتني عاقلاً حيناً ،
ومجنوناً , مولعا بالعبث واللامعقول ، حينا آخر،
لم ألتق مع الزمن يوما في محطة واحدة ،
حيناً , أسبقه , فيكشر في وجهي غاضباً ..
وأحياناً كثيرة يسبقني ، فيقهقه شامتاً بي ،
كلما هممت بقطف وردة ،
هاجمتني اشواكها وردتني خائباً ،
وكلما سلكت طريقاً , إلى السعادة ،
باغتتني الجلجلة، ورزحت تحت صليبها ،
وكلما حاولت الدخول إلى ذاتي ،
باغتني الحراس بحرابهم ،
وأقصوني بعيداً. عنها .
اكثر من أحبوني في هذا العالم ،
هم أكثر من سبب لي الآلام والاقصاء ،
وما زادني ألماً ،
إنهم يصرون على هذا الحب القاتل..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى