سليمان التمياط | السعودية
غـُ رَفْ؛
مُعدَّة سلفاً للـ (فراغ) و (الإفراغ).
احتراماً للتجاور الممتد يقيم أحدهما في غرفة والأخر في أُخرى؛ الليل والنهار، النهار والليل .
يقضيان وقتهما كلٌ بمفرده دون التدخل بشؤون الضوء والعتمة تقديراً أزلياً لمشاعرهما وأحاسيس من يقطن في أحدهما من البشر .
***
بين ظِلٍ يهرب من نفسه وهواء يلاحقه ببندقية خالية من الرصاص غالية القصاص يقف القهر يراقب المشهد من شباك غرفته الباردة ويمنح نفسه لفداحة الشرود والتشرد.
***
بـ زاوية إحدى الغرف غير المصنفة لشيء؛
وتحت تأثير الـ لاشيء كان عليه إخلاء سِرِّيته من ذنْبْ الإفشاء؛ كان يحادث غرفته عن كل أسرار عمره القادمة متسائلاً:
هل ستفرغ منك/مني أيامي القادمة مثلما سبق؟
***
هل يجوز لي أن أسمي تلك الغرفة القصية في قلبي بـ غرفة الشتاء؟؛ حقيقةً لا أعرف. حاولت مراراً المرور عليها بأصابعي محاولاً تدفئة من يسكنون بها وفشلت..نعم فشلت.
***
الغياب يكاد يسيطر على كل الغرف بالآونة الاخيرة؛ حضوره الكثيف يذكرني بالضباب المتعجرف الذي لايدعك ترى ولا يدعك لا ترى. يجعلك تقف حائراً أمام باب اللغة لاتستطيع الدخول ولا تستطيع المغادرة.تشاهدك كلماتك وتنتقل عدوى الحنين لها منك.
***
منذ الصدى الأزلي لأول جدارٍ بُنيَ وحتى آخر رصيف رُصِف بعشق؛ ما كتبته كتمته لأجلك يا لحظاتي.وهاهو الآن (بعض ماكتبته) لم يعد يتقبل الاستمرار مختبئاً بمنحنيات الغرف القاتمة غافياً على حبر الصدفة والهفوات.
***
لكن جذوة إحساسها لا تحتاج تمثالاً لـ “اشتعالٍ” لايسير على قدميه نحو حتفه؛ تاركةً – رفيق الرياح- رفيقها الذي لم يعتقد يوماً بـ غير الملهاة ~كجناحٍ ~يصعد به نحو نفسه؛
يكتب ملهاته الأخيرة .
***
غرفة الحذر نادرة التوسع تتحدث عن الوهج القادم وأنا أقف حذراً عند مدخل البهجة:
“لماذا يجب أن تشدنا النمطية مباشرةً إلى الجموح الطائر وتأخذنا إلى أطراف الحرية؟
هل يمكن أن يكون مجرد توقع بلوغ صحراء بوجه سراب متمرد في أعيننا كافياً لإحداث هذه النشوة الجانحة؟”
***
هذه مدينةٌ لا تؤمن بالوداعة
والإشارات في ذلك الدرب لاتعطي اللون الأخضر ولا الأحمر.
لاتعطي أي لون إلا بقدر ما تمنحه من انتظار .
أستغل الانتظار بترتيب غرف اللهفة والصبر البعيدة عن بعضها وقريباً مني تتكدس أغنيات المسافة غير الظاهرة في المرآة ،،،،،
ويعبرني
السهر
سريعاً وهمجياً .
***
”ينتشر وهن الضوء مثل انشاء التحليق المخطط له، وينتمي بـ اللقطات التي يضيئها الغارقة بـ النيون وهم ينظرون إلى غرف القلب في قراءة انطباعية مسبقة الدفع”
يختار موثقوا الأحلام يوم هذا الأسبوع موعداً تحت تهديد الحب:
الاثنين القادم الذي مضى بلا تهديد .
***
لم تكن الأمطار بهذا الورع؛ الورع الذي يعتلي خريطة نشرة الأحوال الجوية المالحة، الساهرة خلف المذيع بعد التاسعة. وأن التراب في أول المنخفض الذي يِِظْهِرُ -سهواً – صحراءً تبايع نفسها بعدما فشل المطر في صفع العشب المختبئ تحت اليباس الممتد ليظهر من جديد من عزلته القاسية.
