الزيتون وجسر البقاء
شعر: رشا فاروق| شاعرة مصرية
من بين ركام مدينة الشمس
تتبخر الأحلام وينضج الواقع في وعاء الأيام
ويتجرّع عشّاقها الصبر قصائد
تفتح عيون أرواحهم
على وليدة جديدة
في زمن القهر والموت،
تُسقى حديقتها من بقايا وردات صغار
قطفت بلا ذنب تحييها دموع السماء ..
وأخرى باقية في فضاء عارٍ بلا وجه ولا ساقٍ
يشقّ حناجرهم الصمتُ الجائعُ للصّراخ
ونخلات باسقات نالتها يد عدوان غادر
تلفظ أديم الحياة
من بقعة ضوء آتيةٍ من مشكاة قلوب عامرة بالحق
على مداد البصر لعالم فقدت به النخوة
الكل نيام فى بحر من الخسة والدناءة والخيانةينتظرون
فتات الرضا من الذئاب
كي تمتلئ خزائنهم
على أنقاض جثثكم المباركة
هل تعلمين أيتها المدنية الباكية؟
عيونك كرامة لا تنكسر
تحتضن بين مقلتيها خريطة مجدك تتلألأ كنجمة عصيّة المنال ،
دموع فرحها عصافير سابحة فوق المآذن لا تغيب
يسرون إليها على امتداد الريح كلما استطاعوا سبيلا ..
غدا ستنقلب الموازين على الطغاة
وتحفظ ذاكرة المرايا صور كل الأماكن التي سافرت ..
لن تضيع يا وطني، يا قصيدة الأمل والزيتون وجسر البقاء !
رغم نزيف الدم الجارف،
ستظل حمائمك ترفرف بالحب والسلام
وشفاهك تبتسم رغم الوجع
في فضاء عارٍ
كوكبا درّيا يرنون إليه.