تامر محمد عزت | القاهرة
مشهد 5
(غرفة النوم )
جلست في حجرتها خائفة مترقبة كارثة سوف تحدث ، تنظر إلى سقف البيت فتجد المروحة تدور بالعكس ، الثلاجة لم تعد تُبرد كما كانت ، التلفاز لا تظهر على شاشته الصورة بل صار صوتا فقط ، كل شيء تغير في هذا البيت.بيت ؟ لا..لم يعد بيتًا طبيعيًا..بل بيتًا غامضًا مليئًا بالأشباح، ترى أصدقائها قد حضروا فجأة وعندما تفتح أمها الباب يختفوا.
فجأة و بسرعة تتدثر في البطانية خوفا من كشف أمرها..تحاول أن تعيد توازنها وتهدأ ..تُغمض عينيها في استسلام ..تحاول ركوب آلة الزمن وتضغط على زر العودة بالذاكرة للوراء كي تفهم ماذا حدث ؟
مشهد 1
( حجرة الطعام )
أجلس مع والدي ووالدتي وأختي الكبرى في حجرة الطعام ، ويشاركنا تناول الغداء عمي وزوجته والوسيم ابن عمي ، نختلس نظرات خاطفة من العيون المشتاقة لبعضنا بين الحين والآخر ، أنا المعروفة عنّي بكثرة الكلام لدرجة الصداع أجد نفسي أتحول إلى آلة صماء في حضوره ، أمي تداعبني بكلماتها وهي تعلم كل مافي القلوب :
” تكلمي ..وإلا كيف سوف تعيشون تحت سقف واحد فيما بعد ؟”
يضطرب قلبي خجلا وفرحا ويتلون وجهي بحمرة الخجل وارتبك أثناء تناول الطعام ..فيضحك قاتلي من هذا المشهد، والدي وعمي يُباركان الحب الطاهر النقي في هدوء ، بالرغم من أنه لم يتقدم لخطبتي بشكل رسمي بعد ؛ بسبب زوجة عمي .والتي بدورها أمسكت بطرف الحديث وألقت بقنبلة كالصاعقة في وجهي ودمرت كل أحلامي بعبارة ثقيلة على القلب..عبارة اتسعت لها عيون كل الحضور وألجمت لسانهم بلجام من حديد وتسمر الجميع من العبارة : ابني لأختها الكبري ..ثم وجهت حديثها إليّ..أنتِ لا زلتِ طالبة في الجامعة.
مشهد 2
(غرفة النوم )
والدها في غرفته يجلس وحيدًا ، يتذكر زوجة أخيه وما فعلته من مكائد منذ زمنٍ بعيد ، تذكر أنه تزوج زوجته الحالية عن حب عميق ، تنازل عن شقته رغم ملكيته لها ليبعد عن تلك المرأه المستفزة ، زوجة أخيه بلا قلب ولا رحمه ، زادت الفجوة بين والديه واخوته بسبب أفعالها اللا أخلاقية مع الجميع ، “ولكن…ما ذنب الأبناء ؟” هكذا حدثته نفسه ..بدأ العلاقات تعود تدريجيا ..وتمنى ابن أخيه ليتزوج ابنته…فقد رأى سهم الحب أصاب قلبيهما بلا عودة ولكن بعد الحُكم الصادر من هذه المرأة..لابد أن شيئا آخر سوف يحدث..خارت قواه في ضعف..وشعر بالشلل التام يسري في جسده.
مشهد 3
(غرفة بالمستشفى)
” حالة نفسية ”
هكذا تم تشخيص الحالة التي هي أختها الكبرى ، تغيرت أحوالها من بعد زيارة زوجة عمها ، نوبات إغماء مفاجئة بلا سبب ، ظنوا أنها حالة أنيميا حادة ، فقد لاحظوا شحوب وجهها من قلة الغذاء والنوم ، وعندما تم تحويلها إلى المستشفى ولم يجدوا سببا عضويا لهذه الاغماءات.
مشهد 4
(البيت)
الأم في حالة يُرثي لها..عيون زائغة ..ليس لها مكان تستقر فيه..تنسى المصحف في غرفة المجلس لتجده في حضنها وهي نائمة !، زوجها يوصيها على البنات .يخبرها أنه على مشارف الموت..لا زالت ابنتها الكبري محتجزة في المستشفى بلا سبب ..وابنتها الصغرى حكمت على نفسها بالحبس الانفرادي ، تتحدث بصوتٍ عالٍ مع أحد ولكنها متأكدة أنها بمفردها وعندما تفتح الباب فجأة تجدها نائمة..كاد الشك يقتلها من تلك الهلاوس..كادت أن تحرق نفسها أثناء إعدادها لوجبة الغداء..شيء ما غامض لا تعرفه يسري في أعصاب كل من في البيت ويهدد الجميع بالفناء .
مشهد 6
(غرفة ما )
غرفة مظلمة إلا من لمبه حمراء تتدلى من منتصف الغرفة ، تكاد ترى أجسام لاشباح تلهو على الحائط ولكن عندما تمعن في النظر قليلا.. تجد أنها ظلال نارا مشتعلة في إناء كبير جدا وأمامها تجلس امرأة في العقد الرابع من العمر ترتدي جلبابا أسود اللون وتربط رأسها بشال أحمر اللون فوقه شال أزرق داكن وبعيون شيطانية تنظر في ورقة كبيرة ..مكتوب عليها أسماء مختلفة..وكامل بياناتهم..وأسهم تصل بينهم من فوق لتحت والعكس ..كلها بألوان سوداء وحمراء وزرقاء..رسومات لعيون يتطاير منها شرر كالقصر ..رؤوس مقطوعة وجماجم وعظام..دوائر ومربعات ومثلثات..ضحكات شيطانية مرعبة تخيف الأشباح..فما بالك بالبشر إذا سمعها ؟
جلست تلك المرأة لتحضر السحر الأسود للقضاء على عائلة اخو زوجها..قديما كانت تذهب الى السحرة لتتعلم الأعمال السفلية ..أما حاليا فهي الساحرة بلا منازع.