سليمان محمد تهراست
“الجنّةُ لا يمكنُ أن تكونَ إلا بعدَ أن يكفّ الألمُ.”
(غوتسافسون، موت مربي النّحل)
[أوّلُ الوَجع ليسَ كآخرهِ]
إنّ البدَاية أوّلُ الشّفاءِ
إنّ النّهايةَ ذاكرةُ الدّاءِ
قليلُ الوجعِ ببهوِ الجَسد خُطاهُ تكفي …. لتُعيدَ لفرعَون الوهمِ صَوابهُ الّذي هَمَى
قليلُ الوجعِ بكتابِ القلب مِداده يكفِي …. ليدوّنَ فصلَ فوضَى، ويعقد هَمَّا
قليلُ الوجَع بصرحِ الذّاكِرة يكفي …. ليولدَ عصفورُ شكٍّ ناسفًا زَعْما
[أوّلُ الوَجع ليسَ كآخِرهِ]
الوجعُ الّذي شبّ بأضلعِي ذات ليلٍ
ما وَجد شَمعَا
ينيرُ دُجاهُ فاستحالَ نَار (نَمرود) فحيّة تَسعَى
طرقتُ بابَ (أيوبَ) أستجدي صبرَا
فتعثّرتْ رجلي بظلّي
فلا اغتسلتُ، ولَا
احتضنتُ نَبعَا
[أوّلُ الوَجع ليس كآخرهِ]
حين يَأتي يبصرُنِي وحدِي،
لَا يبصرُ نفسهُ، يُربّي أسرابَ أخْيِلة تثيرُ النّقع فيّ،
لا تثيرُ حِسّهُ
حين يمتطِي صهوتِي أمدّ جناحيّ للعذابْ
أطفئُ الصّمتَ
أشعلُ في محرابِ التّيه أدعيّةً
أغلقُ الوقتَ بدمعتينِ،
وَ
أ
سْ
قُ
طُ
أمعنُ في السقوطْ،
ليس لي جبل يعصمُني
أنا وحدِي…..
وحدي أنَا…..
لَا يد (نوحٍ)، ولا دمعة (يعقوب)، ولَا صبرًا مُذابَا
أموتُ موتَ الترابْ
أموتُ موتَ الترابْ
[أوّلُ الوَجع ليسَ كآخرهِ]
كلّ المساءاتِ خنجَر في خاصرتِي يمتدُّ
كلّ الصباحاتِ ذئاب في دمي تعدُو
كلّ الطرقاتِ وساوس تغتالُ الخطو إذ تبدُو
أيّ دربٍ للرجوعِ نحو النّهايةْ
وهذَا الوجعُ دخان كالصّحراءِ مفتُوح ما لهُ حدُّ
[أوّلُ الوَجع ليسَ كآخِرهِ]
أيَا ربُّ،
شَرابُكَ يكفِي كي يروّدَ هَذا البلَاءْ،
ويلبسَ جسدِي عباءَة الشّفاءْ
قدّ لِي شَالًا منْ صبَرْ….
أو ابعثْ في المدائنِ يأتونِي بسُبحةٍ تمحُو هذيانِي،
وتجفّف حقولَ دمعِي الّتي لوّثتْ خدَّ الفضاءْ
///
أيَا ربُّ،
قليلُ ماءْ
قليلُ ماءْ
فقدْ عَاث الجدبُ فسادًا في جلالِ الرّوحِ
وهذا العمرُ……. عَطِش
يشربُ لا يرتوِي
يضحكُ حدَّ البكاءْ
منْ يملكُ قرصًا مهرّبًا يمحِي ذاكرةَ الدّاءْ؟