مقال

القنوات الفضائية بين البراءة والابتذال

د. عادل جبار الربيعي | العراق
وأنا أتصفح الجرائد ووسائل التواصل عثرت على خبر بيع الفضائية الفلانية والتي يمتلكها فلان وقد أصبحت الآن تدار من قبل فلان الذي دفع فيها حفنة من ملايين الدولارات لاندري من أين مصدرها.
المهم تذكرت سوق النخاسة سيء الصيت عندما يبيع السيد عبده الى آخر. هو ذات الفعل حيث يبيع صاحب الفضائية الفلانية جمهوره إلى آخر كي يتحكم بهم كيف يشاء ويبرمجهم كقرفوزات وحسب الطلب وهذا هو وضع كل فضائية حيث هي بما لديها فرحة والمهم كسب المشاهدات والمشاركات ولابهم أي شيء آخر.
تابعت هذا وقلت في سري. رحم الله أيام قناة ٧ و٩ الخوالي وقد أسعفتني ذاكرتي بمايلي لأنها معظمها كان في طفولتي المبكرة.
إن الحاضن الرئيسي لتلك القناتين هو تلفزيون رصين ثقيل الوزن اعتقد پاي العراقي يتناوب على حمله اثنين على الأقل إن كان دون قاعدة واذا مع القاعدة فالمشكلة. اكبر. هذا التلفزيون وبعد توصيل التيار الكهربائي ياخذ برهة ويتثائب قلبلا ليبدا سريات تيار حراري فيه وبعد ذلك نسمع اصواتا خفيفة لاتلبث ان تقوى تدريجيا. وبعد قليل تظهر صورة مشوشة لاتلبت ان تتكاثف ونتج لنا صورة شبه واضحة تسر الناظرين. فنحمد الله على ذلك وكاننا قد استقبلنا مريضا استفاق للتو من التخدير. .
نتسمر امامه كي يقوم بالجود علينا بمايجود
رحم الله قناة ٧ و٩ اليتيمتين اللآئي يقدّمن لنا ماخف حمله وغلى ثمنه.
تتولى الجهة المرسلة المهمة فتراعي في برامجها الطفل والشيخ والشاب والشابة والمراة وتحترم ذوق العائلة فلاتخدش لها حياء ولاتكدر صفوها. تقدم لها القيم والاخلاق في برامجها وتثقف الاجيال بمسلسلات هادفة وبرامج علمية ورباضية وترفيهية بعيدة عن الاسفاف والابتذال
تفتح أبوابها. السادسة مساءا بالقران الكريم. وكنا نتبعه بشغف من اجل مشاهدة مابعده بلهفة وهي أفلام الكارتون وعادة تكون الفترة عشرة دقائق نضع بعدها يدنا على رؤوسنا بعد التصديق وفد داخلنا لهفة لما سياتي. وسرعان ماتاتينا باقة من افلام كارتون جميل وهادي وشخصياته محبوبة. السندباد و الولدين وسالي ووووساسوكي ولاتستمر سوي ربع ساعة وبعدها برنامج قصير وتنتهي فترة الاطفال فنتوجه لتكملة دروسنا نغط في نوم عميق. يواصل فيها اهلنا فترتهم وخاصة اخبار الثامنه وبعض البرامج الرئيسة كالعلم للجميع او الرياضة في اسبوع وسواها كبعض البرامج الثقافية او تمثيليات من تحت موس الحلاق وغيرها ويسدل الستار بالسلام الجمهودي لفترة لاتتجاور الحادية والنصف الا في يوم الخميس والذي يستضيف الفلم العربي الاسبوعي والذي يكون مخصص للكبار عادة لانه يحاكي فترة زمانية محددة تمر بها السينما المصرية.
هذا في قناة ٩ اما القناة ٧ فبرامجها مقتضبة وبعضها باللغة الانكليزية ولم نكن نتابعها. لأن قناة تسعة تغطي عليها
استمر العقل في تلك الفترة على اتقاده والمشاعر لم تخدش ولم يتسرب الاحباط والملل الى النفس ولم يدخل الى القلب مايحزنه او يثير الريبة او تدخل فيه الفتن والخلافات بين الناس ولم يشاهد الاخبار المروعة والمستقبل المجهول ولم تصل الموضة التي تخرب النفوس والقصات والعمليات التي تغير خلق الله. ومشاهد الدم والقتل والظلم وقهر الشعوب
لم نكن نشاهد ذلك.
القناة الفضائية الان للأسف لها عبيد تجلدهم يوميا وهو صاغرين مستسلمين لها يصدقون اخبارها مهما كانت ويعتبرون كلاها دستورا يسيرون عليه.
القنوات الفضائية تستعين بشلل من التافهين والتافهات بعد ان تلبسهم جلباب الاعلام المزيف. ويكون اسمهم الاعلامي فلان والاعلامية فلانه وهو انتحال شخصية بكل تاكيد لان صفة الاعلامي لاتطلق على كل من هب ودب بل تاتي عن طريق دراسة وتدريب وموهبة.
رحم الله قناة ٧ و٩ التي تحتظن روادها الهواة واللذين قد يعملون مجانا وعلى الهواء مباشرة والان يتقاضون الملايين مع الهدايا الفخمة والتي قد تكون جكسارات او جي كلاسات.
رحم الله قناة ٧ و٩ والتي تكون فيها المذيعة انيقة ومحتشمة والمذيع انيق ورصين وليس عبارة عن حفنه من عارضات الازياء وشباب متميع يجيد فن قلة الحياء ويسال اسئلة. لا يطلقها حتى رواد الملاهي على التافهات اللواتي يعتقدن بانهن فنانات ولا يعلمن بانهن يمارسن مهنة احقر من ان تشاهدها العوائل المحترمة فانشستات وبلوكرات وتوكتكات وفيستكات وانستاكرامات وكل ماهو آت آت
رحم الله قناة ٧ و٩ لانها تحترم الانسان كانسان واللعنة على كل قناة فضائية تقتل انسانية الانسان

* اكاديمي من العراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى