دموع الذكريات (٧)
شرين خليل | مصر
تزوجت ابنتي وهي في سن صغير واعتقدت أن الزواج هو طوق النجاة وزوجها هو الفارس الذي سيأخذها إلى عالم الأحلام التي تحلم به كل فتاة في عمرها ..
فكل فتاة تحلم بعالم مليئ بالحب والحنان تحلم بفارس يحملها معه فوق الحصان الأبيض ويطير بها فوق السحاب ..
تتخيل أنها تسكن الجنان ..
ولكن سرعان ماتبدلت هذه الأحلام وتحولت إلى ظلام وهذا الفارس الذي تزوجته هرباً من الحياة معي أنا وزوجي لم يكن مثلما تخيلت وتمنت..
لا أدري هل قدر ابنتي مثل قدري؟
تمنيت أن تكون حياتها افضل من حياتي لذا ساندتها بشدة وعارضت فكرة انفصالها عن زوجها على الرغم من كثرة الخلافات بينهما..
دافعت عن بيتها وأولادها ..
لم أنسى قصتي أنا وإخوتي مع زوجة أبي..لا أريد لإبنتي أن تحيا حياة مليئة بالصراعات والإضطهاد
وأن يحدث لأولادها ماحدث لي أنا وإخوتي ..
احتضنتها هي وأولادها على الرغم من عتابها لي في بعض الأحيان إلا أنها كانت تلوم نفسها وتعترف بظلمها لي ..
لم أشعر بالغضب لأني التمس لها العذر فهي مازالت صغيرة حتى وإن كبرت وأنا المسؤولة عنها مادمت على قيد الحياة..
ولأن الحياة لا تدوم ولا أحد يعيش للأبد فلقد توفت زوجة أبي بكيت بشدة وانتابني حزن لم أتوقع أن أشعر به ..
فهذه طبيعتي أنسى القسوة وأسامح ولا أنسى العِشرة حتى ولو كانت صعبة .
فالحياة لا تستحق مننا كل هذا الصراع فلن يتبق مننا سوى الذكرى الطيبة ..
ولن ينفعنا إلا الود والعمل الصالح ..
فالإنسان يفنى ويتبقى عمله وآثره..
وبعد وفاة زوجي الثاني كرست وقتي لخدمة إخوتي جميعاً ووجهت لهم كل طاقتي وفتحت لهم بيتي وقدمت لهم كل الحب الذي افتقدناه وطوعت نفسي لعمل الخير حتى أرضي ربي ..
وها أنا أعيش مع مصحفي حتى أنسى آلامي ..وأدعو ربي أن يحسن ختامي ..
لا أنكر أنني من وقت لآخر أتذكر الماضي و تتساقط دموعي، فالإنسان لا يستطيع الفرار من الماضي ومن ذكرياته ..
ومن دموع الذكريات