تجاعيد الماء ( 26 ) .. صدفة

سوسن صالحة أحمد | شاعرة وكاتبة سورية تقيم في كندا

هل تؤمن بالصدفة؟

رمت سؤالها وغابت قبل اللقاء، لما قالت الوداع.

كأننا ما التقينا، كأننا لم نتوادع، وهذا الفاصل الزمني الذي جمعنا ماهو إلا صدفة في مجريات الترتيب الكوني، لربما أدركنا الحكمة لاحقاً بتأجيل للفهم يشبه كل تسليم.

سنمضي كأنك لم تأتِ، كأني لم أجئ، كلانا لم يحضر ولم يغب، كالشعر حين يُتْرَكُ للقصائد تقرير كنهه وسبب كونه والقدرة على تكوينه.

سنرسم طقوساً بالكلمات، كتلك التي أضحت صوراً في معرض قلوبنا، تغيب وتحضر كلما حضرت ذكرى من خوائنا بها وامتلائنا بما لم نشتهِ من فرح حاضر غائب ألقاه الحزن عنوة في غفلة من العمر ما اكتمل صحوها.

بي اشتهاء للفوضى. .

لعل الصدف تأتي مرتبة بعدنا، الفوضى أنجع مكان للألم، والترتيب دوماً أبرع في سرعة الإنجاز.

بي إشتهاء لألم أوجع. .

لعله يُلزمني صوتا مكتوماً، الأوجع صراخ الأنت، والصوت المكتوم صراخ الأنا، ما بين قرب وبعد على شفا خطوة من اللقاء. .

طاولتنا، كأسان بماء الروح ممتلئتان، أقحوانة وشمعة، يدان تمتدان في الفراغ، ثم لاشئ. .

بي اشتهاء للمكان الذي ما جمعنا ذات لقاء. .

هل تؤمن بالصدفة؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى