سهام الدغاري | ليبيا
مفتتح:
عن سؤال يفيض من عينيك النديتين
((أُحبكْ)) تتمدد بين شرود اللحظة وورودها
من أول ألِفَها المضمومة إلى قلبي وحتى آخر كافها الساكنة فيه.
***
أنضم إلى الفكرة
آملة في أن أضمها أوتضمني
أن تتماهى فيْ، أو أن أرتدي ظلها الزاحف ورائي ولكنني غالباً ما أفشل
فامرأة لها أخيلة ظامئة، تسلك فجوجاً وعرة،
لن تعطن عند بئر واحدة
ولن تعتقد بوجوب فكرة اعتناق الممكن واليسير
والنتيجة نصوصاً معطوبة كهذا النص
الذي سوف أستهله بسؤال بائس
ماذا لوكنت امرأة اعتيادية؟
لها زوج وثُلة من الأبناء الطيبين
تبتديْ صباحاتها من المطبخ وتنتهي بمساءات باردة أمام شاشة التلفاز
لتنام بعدها ببن ذراعيْ زوجها وهي تفكر ماذا ستطهو غداً؟
امرأة لاترمي قشور الفستق؛
بل تدخرها لأوقات الفراغ حيث ستصنع منها لوحة تزين بها عشها الزوجي
هكذا نسوة يعشن ويمتن سعيدات
أقصى ما يفكرن به هو إرضاء رجالهن
لينلن في المساء شرف السقوط مغشياً عليهن تحت أجسادهم الغليظة
أما عني
فتلك المسافة المبهمة التي تفصل بين عقلي وقلبي
تجرني دائماً للسير فوق صُرُط الجحيم
أستعذب حرقات الجمر
أُلاعبُ الريح وأنا موقنة بأنها سوف تُعلي سعيري
كل يوم أفقد فصاً من رئتي وكل يوم أستمر في التنفس بعمق أكبر ولا أبالي
أعقد صفقة مع ضِديّة الأشياء
دون أن أحرص كثيراً على ديمومتها
لا ألتزم بتواقيت الكلام وأنا الصامتة في جُل حواراتي
أتساءل: مالون الغياب؟
وأستحلي مُرَّه
أرسم وجهه بسبعة ملامح
أغازل كل نسخة على حِدة ثم أمزقها جميعاً وأنا أطلق عنان السباب لأعدو فَرِحة
غير آبهة بعقاب السماء ولا بزلاتِ قلبي المتكررة فيه
أصون عهد النار
كأن أصنع من خيباتي كرات لهبية
ألهو بها وأنا ابنة الشتاء الموغلة في البياض
المتجمدة المستعرة
أبالغ في إنضاج الشعور حتى أحرقه
ثم أجلس لأكتبه ببعض كلمات نيئة
وحين أهم بالخروج أترك الأبواب مواربة
طمعاً في تسلل فكرة ما
أضمها أو تضمني.
زر الذهاب إلى الأعلى