شبابيكُ تموز

أجود مجبل |شاعر عراقي

سيعودونَ كما عادَ النهارُ
وبأيديهم من الوقتِ جِرارُ

البلاديونَ نُدمانُ السُّدى
مالهم غيرَ أغانيهم دِيارُ

مُوجَزٌ للشمسِ في أوجهِهم
ولآلافِ المَسلّاتِ اختصارُ

سيعودونَ كما عادَ القَطا
وبهِمْ من سَفرِ المعنى غُبارُ

حينما حاصرَهُم لَيلٌ هنا
أقلَقُوهُ بالمصابيحِ وساروا

هاجروا نحو خُطاهم فوَشَت
عنكبوتٌ بهِمُ وارتابَ غارُ

تَركوا في الرملِ حُلْماً عارياً
ومواعيدَ أضاعتها القِفارُ

سيجيؤونَ مع الريحِ وإنْ
مُوحشاً يزجُرُهم ظَلَّ جدارُ

فبأعماقِ المواويلِ لهم
حشْدُ قتلى ونبيّونَ صِغارُ

ولهُم كلُّ المحطّاتِ التي
مَرَّ للموتِ بها يوماً قِطارُ
حمَلَتهُم نحو إشراقاتِهم
سُفنٌ لمْ تتوقعها بحارُ

الجليلونَ فلا أسماؤهم
سقطَت منهم ولا عنها استداروا

إنْ أعاروا الوقتَ جدراناً لهم
فالشبابيكُ لديهم لا تُعارُ

مِن بقايا الأفقِ فيهم كُوّةٌ
كم مع الغيمِ لها كان حِوارُ

لطيورٍ لا عناوينَ لها
شُبُهاتٌ حملوهنَّ وطاروا

بيعةٌ للنخلِ في أعناقِهم
منذُ عن بيعتِه ارتدَّ هَزارُ

وعلى الحَورِ لهم أسئلةٌ
كتبوها ذاتَ وجدٍ فأناروا

ربذيُّونَ وهُمْ يا وحدَهم
نَسِيَتهُم في المَفازاتِ ( غِفارُ )

جبلُ الأولمبِ مِحرابٌ لهم
وبه آلهةُ الحُلْمِ الكثارُ

من هدايا ثَلجِهِ حمَّلَهُم
فانحنى الماءُ لهُم حينَ أشاروا

………………….

يا الذين استوطنَ العشبُ بهم
عنفوانُ العشبِ أن ترعاهُ نارُ

كلّما قلتمْ لعِشتارَ : ادخلي
حزنَكِ الأرضيَّ إنَّ الحزنَ دارُ

قالتِ الأرضُ وعِشتارُ معًا
: ما لنا عن عشقِ تموزَ فِرارُ

هو قارورةُ أسرارٍ بها
ظَلَّ من بابلَ شمسٌ واخضرارُ

وهو تموزُ الذي أقمارُه
في الحكاياتِ إلى الآنَ تُزارُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى