تاريخ

صناعة الخاتمة ومصنع الرجال

بقلم: د. طارق حامد

       كلما ضاق الخناق على الأمة وتمكَّن منها أعداؤها أنجبت النجائب الذين يقودون الأمة للخروج من النفق ويقودونها لإحياء روح الجهاد وأسمي معاني الرباط في سبيل الله والتاريخ خير شاهد على ذلك لما تجمع للصليبيين أكبر جيش قوامه مائتا ألف منهم ثلاثون ألفا من القساوسة قيض الله للأمة السلطان المجاهد ألب أرسلان الذي اغتسل وتكفن هو جيشه بالكامل واختار يوم الجمعة لملاقاة العدو بمشورة من الإمام أبو عبدالله نصر بن محمد حتي يدعو له المسلمون في صلاة الجمعة فكانت معركة ملاذكرد يوم من أيام الله، انتصر فيها المسلمون وأسروا الامبراطور البيزنطي وافتدي نفسه بكل ما تملك الإمبراطورية البيزنطية من أموال حتي لعنه الناس في الشوارع ، و قيض الله للأمة السلطان عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود الملك الصالح الذي صنع المنبر الذي سيخطب عليه خطبة النصر في المسجد الأقصى إلا أنه توفي قبل أن يستكمل رحلة الجهاد وتحرير المسجد الأقصى من دنس الصليبيين ولكن حمل راية الجهاد السلطان صلاح الدين الأيوبي حتي سحق الصليبيين في حطين وحرر المسجد الأسبر وسمي منبر نور الدين محمود بمنبر صلاح الدين بعد ذلك
وجاءت جحافل التتار لتسقط دولة الخلافة بوهن المسلمين وخيانة بن العلقمي فخرج من هذه المحنة سيف الدين قطز وكانت عين جالوت التي قضت على آمال التتار وأحلامهم وأوقفت هذا المد التتري البربري عند حده واستعادت الأمة هيبتها ،ثم فتح القسطنطينية بعد ضعف دولة المماليك وتكالبهم علي السلطان، فقامت أوروبا كلها ضد الخلافة العثمانية، ولما تآمر الغرب علي فلسطين وأعطوا الصهاينة وطنا قوميا في فلسطين وانتشرت عصابات الهاغانا تقتل وتقوم بالمذابح منها دير ياسين سنة 1936 قيض الله للأمة الشهيد عز الدين القسام الذي قاد المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة حتي استشهد وعلي أثر نضاله وجهاده واستشهاده حركة المقاومة الإسلامية حماس فكان الشهيد الشيخ أحمد ياسين ويحي عياش مهندس المقاومة في التسعينيات والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب والدكتور نزار ريان ثم ختمت حبات العقد بالشــــــهيد إسماعيــــــل هنيــــــــة وغيرهم كثر ربما لا نعلمهم الله يعلمهم، وهكذا هي الأمة الإسلامية مصنع الرجال و كلهم يجيدون صناعة الحياة يوفقهم الله ويعلمهم صناعة الخاتمة ومازال موكب الشهداء وموكب الجهاد ومازال جرح الأمة ينزف ومن نزيفه يخرج الرجال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى