أدب

ضفافي

شعر : هلال السيابي| سلطنة عُمان

عدتك العوادي، ياربى وضفاف
فإنك للقلب الشجي مطاف

خلعت عليك العمر أزهى من الضحى
وقدت عليك الدهر وهو مناف

وأدمنت فيك اللهو ، أما نجاده
فزاه ، واما حده فثقاف

ونازعت أترابي كؤوس صبابتي
فهل بعدهم تدنو السماء ..أخاف

ليَ الله يا هذي الضفاف فإن لي
ضفاف شجون فوقهن ضفاف

عرفت الهوى الزاهي ، وما طرَْ شاربي
فهلا سألت الخيل كيف تضاف!

سلاما ربى الوادي، ايشقى بك الهوى
وقد ذرفت بالقلب منه شعاف

 إذا فاح منك الزهر أو نمنم الندى
ورت بالفؤاد المستطار شغاف

وهُْزت ضلوع لا يبارحها الجوى
وسالت جفون من جواه ذراف

١٠ تحدثني الأيام عنك حديثها
وكل أحاديث الغرام سلاف !!

وتطربني منك الهواتف بالضحى
فيا ليت شعري كيف بعد أخاف!!

لئن هينمت تلك الحمائم بالهوى
فبالقلب من فيض الغرام ضفاف

أراك فأهوى كل غصن محلق
وأعشق فواح الشذى.. وأعاف

ولما أكن أدري برأيك في الهوى
وقد فاح نسرين، و صفٌَق غاف

أفي الأمر سر لست أدرك كنهه
أبيني فلي من ساحتيك قطاف

تحدثني منك الزهور عن الهوى
فيغرم قلب مرهف ويخاف

إذا ما خدود الورد لاحت فليس لي
وحق الذي سوٌَى الخدود عفاف!

وإن يرمق النسرين يجري به الهوى
فما ثم لي من مقلتيه مطاف

هو الحب لو صان الانام لواءه
لما سل سيف في وغى وثقاف

ضفافي، لو لا بعض بوحك بالهوى
لخلت بأن العمر ثم جفاف

ركضت عليك العمر، أدمي جياده
ولي كبد حرى به وشغاف

فلم أر إلا بين بانِكِ مأربي
يلوح مضيئا ما عليه غلاف

ولم أدر والأيام تجري بموكبي
عليك سوى أني إليك مضاف

أقبل أوراق النخيل، وأنثني
معنى ، وملء الضفتنين هتاف

تنورت من واديك وحي لبانتي
فجلجل إلهام، وجل قطاف

 تُرانيَ قد هومت أم كنت شاعرا
له قصص بالضفتين ظراف

الشارقة / الأمارات – ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦ هجرية – ٢٠ من سبتمبر ٢٠٢٤م
هوامش:
مناف: يقال جبل عالي المناف : المرتقى

ثقاف: ثقاف الرماح : أداة من حديد تقام بها الرماح

الشعاف بكسر الشين: جمع شعفة وهي المطرة الخفيفة

ذراف: قال ابن سيدة: حكى اللحياني ذرفت العين ذرافا ، قال : ولست منه على ثقة

الشعاف: بضم الشين : الجنون والوله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى