أريد أن أحيا

د. أحمد جمعة | شاعر وطبيب بيطري| القاهرة

أريد أن أحيا،
لكن الحياة ليست قطعة موسيقى عابرة
ولا كأس برتقال على طريق مجهول.

أريد أن أحيا،
والحياة أغنية باردة على جيتار ساخن
صرخة مكتومة في حنجرة صحراء
دمعة لا ملامح قد تحتويها لطفلة يقاسمها نومها على الرصيف الفل.

أريد أن أحيا،
لكن يد الحب في جيب سروالي القديم
عين الصدق في منتصف رأس نكاتي اللاذعة
قدم الحقيقة تدوس أحلامي الطريّة
لسان الوطن يلعق أحزاني بابتسامة عارمة
وأنف حبيبتي لا يشم من قلبي إلا العفن.

أريد أنا أحيا،
والحياة ابتسامة أمٍ تهلوس بها عند المقبرة
رسالة تعفّنت عند زر الإرسال لفتاة ينهشها الحب والغرور
لمسة دافئة تموت في يد شاب وحيد:
تجلد ظهره الجدران
تشتم شفتيه السجائر
تلعن ملامحه المرايا
وتبصق في جراحه ملحا الأيام التي تموت بين كفّه ورجليه.

أريد أن أحيا،
لكن المكان يتيم
والوقت شوقٌ وآهتان
حزنٌ ودمعتان،
وأنتِ لستِ هنا ولو لمرةٍ واحدة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى