المبحوث عنها
الشاعرة المحامية سميرة فرجي تستنهض الجبهة الداخلية لمواجهة اعداء المغرب ومؤامرات العالم الآخر
شعر: سميرة فرجي| المغرب
لا تكتب الشاعرة المغربية سميرة فرجي شعرا إلا إذا تحقق له شرط الفاعلية الشعرية قوة وجمالا وصدقا ونخوة. ففي الوقت الذي تواجه بلادنا تكالب ثالوث الحقد والانفصال والارهاب، بقيادة جيران لم يتركوا من خيرات شعبهم إلا وصرفوها بالملايير، في كل ما يهدد وحدة المغرب ويضعفه ويعرقل مسيرته التنموية، فإن الشاعرة سميرة فرجي بحسها الشعري الرفيع وبوعيها الوطني الأصيل وبلغتعا القوية والمتمردة وبتكوينها القانوني الجاد، لا تتأخر عن إطلاق صرخة شعرية جديدة “المبحوث عنها…!”، بلغة قوية وبليغة، في وجه ترهل “الجبهة الداخلية” صمام آمان عزة وسلام واستقرار كل وطن من الاوطان. حيث تنتقد فيها مظاهر تغليب المصالح الحزبية والشخصية على مصالح الوطن، محذرة -بلغتها الشعرية الاخاذة- من التراخي في مواجهة مخططات الأعداء الذين يعملون ليل نهار من أجل إيذاء مغربنا بكل السبل والامكانيات. إنها قصيدة أخرى في مسيرة الشاعرة سميرة فرجي فيها من القوة والصدق والشعرية ما يمنحها ذلك التميز الذي تحرص عليه دوما:
أَنَّى لنَـا فِي ذِي ٱلشَّدائـدِ مُـلْـتَـحَـدْ
وَتَوحُّدُ ٱلنُّخــبِ ٱلْجــريحـةِ مُـفـتـقَــدْ؟
***
أَنَّى لنَا كـسبُ الرِّهـــانِ وشمْــلُــنَـا
عـصفَتْ به ريحُ التَّفكُّكِ في ٱلشِّـددْ؟
***
أحزابُـــنـــا كُــثْـــرٌ بلا أثـرٍ وَهَــــا
هي ذي تناغي الصِّفِرَ في سِفْرِ ٱلعددْ
***
صعِـــدَتْ هناك على مَـدارج حلْمنـــا
فـتـنـكَّرَتْ لِمــواطنٍ طلـبَ الــمَــــددْ
***
وتنكَّرتْ يا لَلْعــهـودِ لكــلِّ مَـــــــنْ
يشكو الخصاصَ ويـسْتَحِي إِنْ مَدَّ يَـدْ!
***
أتخالُها يـــومـًا سـتـسْـمــو لِلْعـــلا
وتـشِعُّ في يـدِها مفــاتيــــحُ الأبـدْ؟
***
أتخالُهــا سَـتَـفِي بمُعْـجِـزِ وعْدِهـــا
وتـتـيحُ للشَّعــب الكـرامــةَ وٱلرَّغــدْ؟
***
لا لَنْ تُصـدِّقَ أمَّــةٌ خُـطَــبَ الّــــذي
أعْـطى لها وعْدًا وأَخـلَـفَ مَا وعَــــدْ
***
أحزابـنـا تَـجْــتَــرُّ ألـــفَ حِكايــــةٍ
وكَــثَـوْرِ ساقـيـةٍ تَــدُورُ بلا مَـســدْ
***
أبطـالها وهَــنوا وجـفَّ مَـعـيـنـهُــم
وا خيـبةَ الأوْطــــان إنْ وهَـن السَّـندْ
***
الـكُلُّ يحمـلُ هــمَّــهُ يا صاحـبـي
مَنْ ذا سيحمـل غيـرةً همَّ البلـدْ؟
***
أعـمـاهُمُ سِـحْـرُ المنـاصب لم يَـــرَوْا
دَمْـعَ المَــرَارة حارقـــًا يجــري بِخــدْ
***
فـافطـنْ أيا مَـــنْ تَسْتدِلُّ بـكـفِّــهـمْ
مَنْ دَلَّــهُ الأعمـى إلى دربٍ شردْ
***
يــا عالمـًـا ماذا نُجابهُ في الخَــفَـا
مُـتـهـيِّـبــًا مِمَّا سيُولـــدُ بَعْدَ غـدْ
***
قُـلْ لِلَّذي صَعدَ الكراسي واشتـهى
لو أنه في حِضْـن مـعْـبَــدِهـا خـلـدْ
***
ستدورُ أيــامٌ ويَـصْـعَـدُ مَـنْ هَـوَى
وتدورُ أيـامٌ ويـنــزِلُ مَــنْ صـعــــدْ
***
“وا جبـهـتاهُ الداخـليـةُ” لـمْلـمِــي
عنـكِ التَّواكل وٱبعـثي نَـفَـســًا خَمــدْ
***
رُصِّي ٱلصُّفُوفَ بمــا يليـقُ بدولـةٍ
أمجــادُهـا فوق السَّحـاب بـدون حدْ
***
كِدِّي وجِدِّي مـا اسـتـطـعْـتِ بهــمَّـةٍ
فَبِغَيْـرِ جِـدٍّ كيف نصلـحُ مـا فـــسـدْ؟
***
وبـغـيـر جِـــدٍّ لا حكـامـةَ تُـرتـجَــى
لا شيءَ نُدركـه بلا سعْـيٍ وكَــــدْ
***
وإذا هي الأوطـانُ يومــًا أشرقـــتْ
فالسِّرُّ في شعــبٍ تجـاهد واجتهـدْ
***
يا جـبـهَـتِي المبْحوث عنْكِ بداخلي
إنَّ الوَنَى فـيـنــا فـأيْـنَكِ مُلــتحــدْ؟
***
ما حاجتي في ذا الزَّمان إلى البُكـا
وخـطابِ تـيـئـيـسٍ يُطـيـح بمُـعتقــدْ
***
قُومِـي على قَـدَم الشُّمـوخ وجلجلي
كوني لنا القلبَ المبـاركَ في ٱلجسدْ
***
إنَّ العداءَ الخــارجــيَّ يكيـــدُ لــي
مـسْـتـهــدفــًا بمخـطَّـطٍ أمْنَ البلــدْ
***
ما كـنـت أحبطُ في سلامٍ سعــيَـهُ
لولا التـيـقـظ في حُمــاتــيَ والجلدْ
***
لـولا رجـالٌ لا تــنــامُ عــيـونُهــمْ
وسواعدٌ تَبْلو المخــاطرَ في كبَـــدْ
***
هـا قدْ مضى عِـقـــدٌ أُهَــدْهِـدُهُ فـلا
نـفذَت مـكائِــدُه ولا صـبـري نـفـــدْ
***
فالـقي عـليـهِ وهْجَ عـزْمــكِ وٱخبري
مـن جـاء يـزرعُ فـتـنـةً باسم الحـسدْ
***
إنْ كـان في قُــرْبِ الأعـادي جـرحنا
فالبُعْدُ في شـرعِ العــداوة كالضَّـمـدْ
***
يا قـســوةَ الأقـــدار كيـف يـضـيـقُ بـي
كَــوْنٌ لأُحْـشَـــرَ في الجِـوارِ معَ النَّكَـدْ؟
***
جَــحَــدَ الّـــذي آنسْتُـــه وبِعِــــزَّتـــــي
لو أننـي آنسْــتُ صخـــرًا ما جَـحَـــــدْ
***
المُلْكُ عُـقْــدَتُـــهُ ورَمْلــــيَ حُـلْــمــهُ
فالطــفْ بهِ يا مَنْ بهِ تُـشْـفَـى العُقــدْ
***
أيـظنُّ أنِّــي عـــنْ رُبـوعــيَ غـافـلٌ
أو أنّـَني بالصَّـمتِ أجـهــلُ ما حصــدْ؟
**
مـازال ترْســيـمُ الحدود قــضـيـتـي
سأذودُ عـنـهـا بالنَّـفـيـسِ وبٱلْــولـدْ
**
من قال “أبنـاء ٱلْأُصـول” تراجـعُــوا؟
وهُــمُ الذيــن تَــدَافَعُـوا منـذُ الأمدْ؟
***
مـــن ذا يســوِّي بـوقَ زيـــفٍ بالذي
مَلَكَ الأَدِلَّـةَ كلَّـهـا والـمُـسْـتـنــدْ؟
***
سـتـفِــرُّ مِنْ غضبِ الـرِّمال خيامُهُ
لِتـجـيـئَـنِـي فـأنا الذي بِـيَـدِي الوَتَـدْ
***
يا قُــوَّةَ الــدَّعْم المـنـيـعة شــمِّــري
عَنْ سـاعديْــكِ لينجـلي ليلُ الكمـدْ
***
صُونِـي الثَّـوابـتَ والمَـرابـع واصمــدِي
فالنصرُ في عِزِّ الخطُوب لمَنْ صمــــدْ
***
وهو الحـفاظُ على الثــوابـتِ مـطـلبٌ
في صــدِّ عدوانٍ تسعَّــر واتَّقــــــــدْ
***
ولْتُـشـهِـدي التَّـــاريـــخَ أنَّ ولاءَنـــا
مـيـثــاقُ حبٍّ لنْ يـزعْــزعَــــهُ أحـــدْ
***
وشعــارُنــا عــرْشٌ وشـعْبٌ هَـا هُـنَـا
مُـتَلاحِــمان وصَـامِــدانِ إلى الأبَــدْ