سيكولوجية التعلق

أ.د فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس جامعة عين شمس
لماذا لا يجب عليك أن تشعر (بضم التاء وتسكين الشين) أي شخص كائنا من كان بمدى احتياجك له وتعلقك الشديد به؟! إذا شعر المحبوب بأن حياتك مرهونة برضاه و بكلمة منه وأن حياتك أصبحت لا معنى لها إلا به وله وأن سعادتك رهن إشارته و أوامره فلا تحزن ولا تغضب ولا تشكوا عندما تجده وقد شعر بالزهو والتحكم والسيطرة عليك
فلقد أعطيته أداة ووسيلة خنقك وموتك بيدك لأنك كلما أمعنت أنت في تضخيمة كلما أمعن هو في تصغيرك وتهميشك وكلما توسلت وهرولت اليه كلما زاد هو فخرا وعلوا وتضخما وبمرور الوقت يزداد تضخما عليك وتزداد أنت ضألة أمامه، عندئذ لن تشعر بذاتك إلا من خلاله(سيكولوجية التعلق) لأنك قدمت نفسك طواعية وبمحض إرادتك قربانا سهلا له، بل تصبح أنت جزءًا ضعيفا مهمشا عنده ونظرا لأنك قمت بتضخيمه وأضفيت عليه ما لا يستحقه، فسيبدأ حينئذ في النظر إليك بوصفك أقل من أن يحبك، فكيف له أن يعشق ضعيفا بل ويبدأ رحلة البحث عن حبيب آخر يمتَّنع عليه ويقاومه ويتعالى عليه ويهرول وراؤه ويحاول الوصول له، أما أنت يا أنت.(يا مسكين) أيها السهل في حبك له، والجهل في التحرك تجاهه، والجهل في تقديم قلبك قربنا له،فلن يشعر بك،ولن يلتفت لك.
عليك إلا أن تندب حظك البائس لأنك أعطيت من لا يستحق أكثر مما يستحق فجعلك أنت من لا تستحق أن تكون أنت وإذا فكرت في الاحتفاظ به فكن قويا قادرا على أن تكون أنت أنت وليس مجرد ان تكون أنت جزء مهمش وضعيف من او عند هو، هل عرفتم الآن لماذا يهجرك أحدهم مع إنك كنت غايه الإخلاص في حبك له؟! ياترى الفيلم نهايته بانت ولا لسه،
طبتم وطابت أيامكم و أوقاتكم.