سردية الإلتزام

الكاتبة آمال رجب المناعي | سوريا
ان الحياة غلى كوكب الأرض صارت على أشدها وفي أعتى تعقيداتها التي صارت تنازل البشر في عقر ديارهم وحتى في عمق انعزالهم و تقاعسهم عن الانخراط في عوالم السياسة والاجتماع والاقتصاد وكل ما هو عام ورابط للمجموعات البشرية ، في هذا الوقت الذي ازدادت فيه كل الضغوطات الممكنة والغير الممكنة وفتكت بكل أصناف وأنواع العلاقات و التعاملات في عالم الانسان المنغمس في تسارع ضوئي و انحدار مشين لكل الاخلاقيات التي تعود عليها الناس من قبل
وشهد الواقع هزات طفقت بها النفوس والذوات التي لطالما ضربت في مقاتل …
في عالم تكالبت فيه الثعابين وتواترت على الخطط و إشاعة الإحباط
وضرب النفوس في مقاتلها حتى تعتم الصور و تصير كل الأمور ضبابية وقابلة لكل أنماط الشكوك ،
ثعابين عابرة لكل المسافات و القارات ، مجندون لتلك الأدوار، التي نصفها من مواقعنا بالدنيئة ، نحن من ننتقي كلماتنا حتى في إطلاق اوصافنا.. تجاه هؤلاء المندسين في عوالمنا وبلا حق وبغير أي اعلام .
نعم هم ثعابين ينخرون كل المجتمعات و خصوصا مجتمعينا نحن … رموز الأراضي الصلبة و الحضارات المرابطة جدا كنوز الأسرار و حفريات الثروات و أس قيامة كل العالم ، وبشعبين في غاية الثبات
و القدرة على التحمل والصمود و الجلد وبذكاء يتهاوى امامه كل دهاء وخبث عدائي في جيناته الاستعمار مستقر …
نحن من لم يتمكن منا الإرهاب و الاخوان و الدواعش لم يجدوا ولن يجدواعلى أراضينا من مستقر …
انها فعلا حرب ضروس على أشدها و بكل ضروبها و أنواعها تستهدف رموز الخير والتوعية الصحيحة ضمن إشاعة عقلية ، تكالب التكالب ، والتصاحب الهالك من أجل المصالح و طبعا الاعتماد على كل ذوي النفوس الضعيفة والتي وللأسف تصير خبيثة ، تتقن التلاعب و فك أواصر المجتمع من داخله و تفتيته وضرب كل حرمة إنسانية وعقائدية و عاطفية و اقتصادية واجتماعية و نفسية وثقافية وسياسية وتربوية وعلمية ومعرفية . .
عبر محاولات في غاية التسارع و الجدية على التقويم المطلق وإستحلال القتل المسترسل ، القتل بكل أنواعه النفسي و العاطفي والوجداني ثم الأخلاقي والاقتصادي ضمن جدلية الترويع والتكسير المنهج..
ترويج مقنن في غاية الاحترافية والتمكن للمخدرات المدمرة والهدامة لكل عقول بريئة و لضرب أجيال المستقبل، حماة الأوطان أحفاد العماليق أؤلائك من تخشاهم و عبر عصور كل صناع العالم الموازي المبني على أخلاقية الشر والاذى و القتل و الحرب
ومن وراء كل هذا هو الترويج للظلالة و للافكار المسيئة ، عبر تلقين البشر كل أساليب استباحة الضرب تحت الحزام و إشاعة كل أفكار تبرر للخطيئة و التعدي و الأذية تحت بنود مقولة ” التذاكي” حتى على القوانين الرادعة ( الجزائية ) و( الربانية ) وفي تجاهل ونكران تام لربهم الأعلى والذين يدعون انهم يؤمنون به ويدينون بدينه ” الله خالق السموات والأرض” ، وهو ما نلاحظه من خلال إيجاد تبريرات” لقلة الفضيلة” وانعدام الخوف من عواقب الاساءة
و الاضرار ببني أمته و وطنه و بني جنسه عبر تطويع ما يمكن من الآيات و الأحاديث من قبل مدعين و منتحلين صفات العارفين و المختصين طيعا في كل المجالات دون استثناء وما أكثرهم خصوصا أؤلائك المدعين والمتشدقين( بالتحاليل النفسية ) وهم من أؤلائك المتطفلين و لا علاقة لهم بالعلم و العلوم الصحيحة في شيء ويتمرسوا بإطلاق الأوصاف المتعمدة و المستعملة من طبقة المتظاهرين ( الصف العاشر ) الذين يقفون في المناطق الرمادية الانتهازيون بإمتياز يستعملون هكذا طرق لنخر المجتمعات من الداخل و نهش نفسيات المادتين الذين يسيرون في اعمالهم وحياتهم لبناء المجتمع واستمرار الخياة في اوطانهم رغم كل شيء
وهذه الطرق ما هي الا من عدة المعكسر الشرير المندس لتفتيت المجتمعات من الداخل والتشكيك وإضرام الفتن والالتباسات بين كل قوة ممكن أن تقف في وجه العملاء وأهمهم هؤلاء المقحمين في حيوات الناس ، يستصغرون الذوات البشرية و يتعمدون كسرها حتى من داخلها وبث الشك في أنفسهم وجعلهم شخصيات مترددة غير قادرة على تبين الأمور في ضوئها المتنادي من الأعماق. والعمد لتشتيت بصائرهم …
إنما المدبر يا رفيقي من جنس يفوق العادي وبخيال واسع مطوع جيد للواقع وللصفات و للطباع و الأخلاق.
نعم هي حرب من درجة ثانية موغلة في الشر ، الشر في أقصى حالاته حسبنا نحن من نقيس بمعيار “الانساني “و المؤمن بثنائية الخير و الشر والحق والظلم و الحرب والسلام والحب والكره …
انه يا رفيقي ذلك العدو الأوحد الذي يسطر على العالم وهو من يقود المعركة ، وقد اخترق وحدتنا و صار يشتتها ويفرقها و ينخر في عقول أكثرنا تضررا حتى يفقدها توازنها ويفقدها بصيرتها ويذهب ثقتها و صرفها عن السبيل الصحيح ،
يا رفيقي نحن في أبشع صورة من صور التعدي والاختراق ولطالما كتبت في هذا و عن ذلك الولوج الى عقول من يقاومون ويقودون معارك الوعي و يتفننون في بث التفرقة والتظليل و خلط الأوراق
و الإيصال الى أبشع مرحلة الا وهي بتر قيم الشرف و الأصول و الرحمة…
كونوا طيبين ولكن متيقظين جدا ، فالملاعين الحقيقين هم اؤلائك من يفقدون الانسان قوته وأرزقاه و يتعمدون استنزافه ماديا وعاطفيا قصد أسره في المصاعب ، يا رفيقي ، هو كذلك و قد اكتملت الصورة و صارت الثعابين تتراقص في سماءات الطرق و اني أراها بكل جلاء و وضوح و وجوههم مكشوفة ، والفرقة قصد الشياطين و من يستجيب لهذه الأهداف فإنه قد وقع جديا في الشرك
سواء كان ذلك بين الأفراد أو المجتمعات التي يجب عليها أن لا تنساق لسياسة” فرق تسد ” شعار صهيوني بامتياز لو نتأمل فيه فسندرك ضربه كل طبيعة بشرية أو اجتماعية أو اقتصادية أوسياسية
الأكيد” أن قول حسبنا الله ونعم الوكيل ” هو لسان المظلومين وكذلك المدركين و أصحاب الوعي الحقيقي الذين يؤمنون بأن كل شر لا يستمر ولا يصمد وان كل من نفذوا و اجتهدوا في محاولات قتل وكسر الانسانية لن تتآكل جرائمهم مع الوقت بل هي محفوظة في في الذاكرة المتراصة والمتناقلة شفهيا او الموثقة ضمن تواريخ الشعوب الذين بكل تأكيد يتقنون كيفية الانتصار و الانقاذ رغم الانهاك المتعمد و تركيزه اقتصاديا و اجتماعيا وسياسيا قصد تلهية العقول حتى يتم ضرب الثروات الفريدة التي تطمع فيها بشكل أزلي “فيلة العالم” التي تقود وتقتل وتندس وتلعثم اي مسار اصلاخي وتصحيخي ممكن باعتماد ثعابين و قطط و ثعابين وجرذان …
أخيرا كل التقدير والتبجيل لكل مثقف عضوي ملتزم بأداء دوره المقدس في التوعية و فتح ظلمات العقول الممكنة تسميمها وتفقيرها معرفيا و حشوها طلاسميا ، كل التقدير لكل وطني شريف حر يستمر في ثبات و إيمان بكل ما يقوم به من تحسيس و من توعية فذة و فك كل طلاسم التظليل لفائدة الناس ومساهمة في كتابة وتوثيق ” أفعال أحفاد العماليق” في ألواح التاريخ الذي لن ينمحي و لن يتلاشى و الذي سيثبت بأننا جديرين بأننا من جينات الأبطال والمحاربين والمقاومين الأذكياء والمبدعين للسعادة والحياة بشرف وكرامة وصلابة و ثبات جداتنا واجدادنا مع إصرارنا في نحت كينونتنا من أجل التقدم و التطور وفق ما يلهمنا به الله من أنوار في بصائرنا التي تقف صدودا منيعة في وجه المترصدين و المتأبطين لنا شرورا. الكاتبة الشاعرة د.آمال رجب المناعي السفيرة الدولية للسلام العالمي والقضايا العادلة سيكافينيريا.