مقال

التدريب البدني أم البناء العقائدي

د. عادل جبار الربيعي| أكاديمي عراقي

      شغلت وسائل الاعلام هذه الأيام حوادث مؤسفة عند التدريب في الكلية العسكرية وهي محزنة حقا وإعادتنا إلى ذكريات مرة في التدريب العسكري والإهانة والضرب والعقوبات الشديدة بحجة جعلهم. (رجال) ولا يدري بأنه أدخلهم في مرحلة من الأذى النفسي والحقد على هذا البلد الذي لايقدم لابنائه إلا العذاب والموت في سبيله. وقد طالت هذه السياسة الهوجاء حتى الطلبة وقد عانينا منها الكثير وأنا أتذكر في إحدى مراحل تدريب الطلبة وفي لحظة ألم وتعب شديدين قلنا للعريف. متى نموت ونرتاح؟ علما بأننا كنا بأعمار ٢١ سنة. قال. لاتموتوا أبدا. حتى تتعذبوا بجبهات القتال عدة سنين ثم تموتون!! هذا المنطق قاله عريف يحمل شهادة بكلوريوس وهو يحمل عقدا نفسية نتيجة التعذيب العسكري المفرط بحجة (المرجلة) هذه هي الرسالة التي وصلت لاجيال هاجرت وتركت الوطن علها تنعم بقسط من الراحة وماتبقى من كرامة
الآن بعد تغير كل شيء لازالت تفكر تلك القيادات بالمراجل و(المرجلة) وكاننا في صراع عشائي وقتال بالتواثي كما يحدث في باب الحارة. وهولاء القادة الأشاوس يبدو انهم لم يشاهدوا جزءا بسيطا من الحروب الحديثة التي تدور عبر. لمس الكيبوردات فقط والصوايخ تجاوزت فرط الصوت والضوء بأضعاف والتهديد أصبح بالأسلحة النووية ولازلنا. نعمل (بالمراجل) والقوة البدنية. ونسينا اهم عامل للانتصار وهو قوة العقيدة والبناء الفكري الصحيح وهي التي تخلق التحدي وهي التي تخلق المراجل.
جربنا (المراجل) والجيش في ٢٠١٤ والمراجل لم تصمد ساعات إمام عصابات متفرقة. ولم يتحرر البلد ويعيد استقراره الا بالناس التي تحمل عقيدة وجهاد وكفاح وحب الوطن وهي لم تكن تتحمل عطش قاتل أو تأكل أفاعي أو تضرب بالعصا.
نتمنى أن يتدرب الجيش على عقيدة حب الوطن واحترامه والتضحية من اجله وبالمقابل يجب ان يقدم هذا الوطن الاحترام وحفظ الكرامة للمواطن. على القيادات العسكرية اعادة النظر وتغيير الفكر الخاص بالقيادات التي لازالت تعيش بعقلية فتوات باب الحارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى