التحليل الاستراتيجي للمستقبل في مصر (1)
د. م. سمير لطفي علي | القاهرة
في اعتقادي أن مصر يمكنها أن تعتمد على نفسها لو عرفنا كيفية استغلال طاقاتنا وقدراتنا بكفاءة وقد لا نحتاج فعلا مساعدات من الخارج
فمن خلال التحليل الاستراتيجي للمستقبل في مصر SWOT الذي يحدد نقاط القوة ونقاط الضعف أمام المخاطر والفرص …سنجد أن هناك عناصر قوة كثيرة وغير مستغلة حتى الآن ويمكن أن تكون هي الحلول المستقبلية الأمثل
وسأتناول عنصر واحد من عناصر القوة وهو العنصر البشري خيث يمكن تقسيم العنصر البشري إلى عدة مجموعات مختلفة بحيث نتعرف على نواحي القوة التي تتمتع بها كل مجموعة وكيفية الاستفادة منها
1. الشريحة الأولى هي من الأثرياء وأصحاب الاملاك والكوادر العليا في الشركات والطبقة فوق المتوسطة والتي لا يقل عددها عن ١٠ مليون نسمة (١٠٪ من المائة مليون) دخولهم تقترب من دخول المواطنين في دول متقدمة يعني عندك شريحة من المواطنين في حجم الكويت وقطر والبحرين والامارات مجتمعين مطلوب لهم برنامج عمل لاستغلال قدراتهم في الاستثمار والادخار والمشروعات
2. الشريحة الثانية هي من المغتربين والمهاجرين الدائمين في دول العالم ويبلغ عددهم حوالي ١٤ مليون نسمة حسب بيانات الجهاز المركزي للاحصاء يعني شعب ثاني وبدلا من أن نكتفي بتحويلاتهم من الخارج يمكن وضع برامج لجذب استثماراتهم وتوثيق روابطهم المستمرة ببلادهم (كان هناك زمان مؤتمر للمصريين في الخارج لبحث مشاكلهم وتلقي مقترحاتهم وللأسف توقف ولا أعلم لماذا)
3. شريحة العلماء والباحثين في الجامعات ومراكز البحث والتكنولوجيا … حيث يلزم اعادة توجيه خططهم ومشروعاتهم في استراتيجية ورؤية موحدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية
4. شريحة المفكرين والأدباء والمبدعين وهي للأسف شريحة انقرضت .. أو في سبيلها للانقراض فهي تحتاج رعاية ودعم … فهي التي تشكل وجدان ووعي وثقافة الأمم وهي كانت القوة الناعمة لمصر التي تؤثر بها في العالم المحيط بها (كان زمان مشروعات تفرغ للمبدعين وللأسف توقفت هي أيضا)
5. شريحة الشباب من ١٨- ٢٥ سنة وهي حوالي ٢١ مليون شاب وتمثل ٤٩٪ من قوة العمل طبقا للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء غالبيتهم دخولهم متدنية ومهاراتهم متواضعة … يلزمهم تدريب تحويلي مستمر للمهن الأكثر طلبا والتي تحقق احتياجات الرؤية المستقبلية لمصر …بالاضافة إلى تأهيلهم لسوق العمل في الخارج وكذلك وضع برامج تاهيل الشباب للعمل الحر ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر
6. شريحة أصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتي تعد الشريان الرئيسي للاقتصاد في الدول المتقدمة … والتي تحتاج تطوير شامل واشراكهم في برامج التنمية وتوجيه نشاطاتهم التي تحقق اقرؤوا المستقبلية لمصر وكذلك أن يكون لهم قسط أكبر في نشاط السياحة كما في الدول المتقدمة وكذلك تطويرهم كي يشاركوا في سلاسل الامدادات للمصانع والشركات الأكبر كي تصبح قادرة على أن تشكل العمود الفقري للاقتصاد في كل انحاء القطر المصري
7. وهناك فئة المهنيين والحرفيين مثل المحارة والسباكة والميكانيكا وغيرها … وبالرغم من أن دخولهم لا بأس بها ولكن لابد من تطوير هذه المهن طبقا للنظم العلمية وأصول الصناعة وهي تعد مهن بها ندرة في العديد من الدول العربية والأجنبية والتي لا يقبل عليها العديد في الخارج
وسأتناول في منشور آخر نقاط الضعف في العنصر البشري وكيفية التعامل معها.