يطلق الشاعر أحمد الشيخ هذه المبادرة الثقافية، بهدف توثيق وحفظ التراث الشعبي المتوارث شفهيًا من جيل إلى جيل، خاصة الأمثال والحكم والأقوال المأثورة وأبيات الشعر مجهولة المؤلف، والتي تشكّل جزءًا أصيلًا من هوية المجتمع الصعيدي.
تسعى المبادرة إلى جمع هذا الإرث الشفهي الغني في كتاب موسوعي، يكون مرجعًا للأجيال القادمة، ووسيلة للحفاظ على ملامح الحياة اليومية واللغة الشعبية ومفردات الحكمة الصعيدية المتجذرة في بعض محافظات الصعيد مثال قنا وسوهاج وأسيوط.
ذلك عن طريق زيارات ميدانية والإستماع إلى كبار السن من الرجال والنساء، وتسجيل ما يحتفظون به من أمثال وتعابير شعبية مرتبطة بمواقف الحياة المختلفة مثل الزواج، والرزق، والشجاعة، والكرم، والحج، والعديد، والأفراح وغيرها. يتم توثيق كل مثل أو قول في سياقه الأصلي، مع شرح معناه، وأحيانًا أصل استخدامه وتطوره.
لا تقتصر أهمية المبادرة على التوثيق فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى الحفاظ على لغة فريدة تميز أبناء الصعيد، وترسيخ الشعور بالهوية الثقافية في مواجهة طوفان التغيرات الاجتماعية والوسائط الحديثة.
يخطط الشيخ لإصدار الكتاب في طبعة ورقية وأخرى إلكترونية، قد تُتاح مجانًا للقراء، إلى جانب تنظيم ورش حكي وندوات فنية تُعيد إحياء هذا التراث الحي على ألسنة الشباب، مع تسجيلات صوتية ومرئية وثائقية.
يتمنى احمد الشيخ ان تصبح “ذاكرة جنوبية” نموذجًا ملهمًا لمبادرات شعبية تعتمد على الجهد المجتمعي، وتهدف لصيانة الثقافة اللامادية قبل أن تندثر مع رحيل أصحابها.
