أهمية الخطاب الديني في بناء المجتمع

بقلم: ھدى حجاجي أحمد
الدين في جوهره نور وهداية، ورسالة رحمة للبشرية كلها، قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴾ [النساء: 174]. لكن هذا النور لا يكتمل أثره إلا من خلال خطاب ديني واعٍ، يجمع بين أصالة النصوص الشرعية ومتطلبات الواقع المعاصر.
لماذا الخطاب الديني مهم اليوم؟
لأن العالم يمر بتحديات فكرية وأخلاقية غير مسبوقة، من الإلحاد والتطرف، والصراعات الفكرية، وتراجع القيم. في هذه الظروف، يصبح الخطاب الديني السليم حصنًا للأمة، يحافظ على هويتها ويمنع انحرافها. وقد نبّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية البلاغ، فقال:
“بلغوا عني ولو آية” [رواه البخاري].
ما صفات الخطاب الديني المطلوب؟
1. الاعتدال والوسطية: قال الله تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: 143].
فالتطرف والغلو آفتان تسيئان إلى الدين.
2. مخاطبة العقل قبل العاطفة: الإسلام دين العقل والحكمة، قال تعالى:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125].
3. مراعاة متغيرات العصر: التجديد في الأسلوب ضرورة، لكن التجديد لا يعني تبديل الثوابت، بل يعني تقديمها بلغة يفهمها الناس اليوم.
أثر الخطاب الديني على المجتمع
عندما يكون الخطاب الديني رشيدًا، يثمر مجتمعًا متماسكًا، متسامحًا، بعيدًا عن الفتن، محبًا للعلم والعمل. أما إذا كان متشددًا أو متسيبًا، فإنه يفتح الباب للفوضى الفكرية والانحراف. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو، فقال:”إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” [رواه ابن ماجه].
إننا اليوم بحاجة إلى خطاب ديني يُعيد للناس الثقة في الدين، ويُظهر جمال الإسلام وعدالته، ويركز على القيم الإنسانية الكبرى التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى نحقق قوله تعالى:﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33].




