علوم

الساعة الجينية

د. فيصل رضوان| أمريكا
تتراكم الطفرات الجينية في السائل المنوي البشري على مر السنين ولكن مع التقدم في السن تزداد نسبة الحيوانات المنوية التي تحمل طفرات خطيرة محتملة، يزداد معها خطر إصابة الأبناء بالأمراض.
دراسة بريطانية جديدة تحذر من خطر وراثي خفي يزداد مع تقدم عمر الأب. حيث قام الفريق البحثي بالفحص الجينى لعينات من السائل المنوي من اشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 24 إلى 75 عام، باستخدام تقنيات عالية الدقة، ووجدوا أن الخلايا الجنسية الذكرية التى تتطور فيما بعد الى الحيوانات المنوية اكثر عرضة لمزيج من الطفرات والانتقاء الإيجابي.
استخدم العلماء تقنية التسلسل المزدوج المسماة NanoSeq، والتي يمكنها اكتشاف الطفرات النادرة بهامش خطأ منخفض جدًا. تمكن الباحثون من تحليل 81 عينة من الحيوانات المنوية لمتبرعين. والجانب الملفت للانتباه فى الدراسة لا يقتصر على مجرد تراكم الطفرات مع التقدم في السن، بل أن بعض الطفرات تُعطي أفضلية للخلايا التي تُنتج الحيوانات المنوية بكثرة. وقد حددوا أن العديد من هذه الطفرات موجودة في جينات مرتبطة باضطرابات النمو أو الاستعداد للإصابة بالأمراض.
لكن يُحذر الباحثون من أن مجرد وجود طفرة في الحيوانات المنوية لا يضمن توريثها أو تسببها في مرض الأبناء لإن العديد من هذه الطفرات قد تمنع حدوث الإخصاب من الأساس.
باختصار، يُذكرنا هذا البحث بأن “الساعة الجينية genetic clock “للأب مهمة للصحة الإنجابية، وبطريقة أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى