طه حسين في المملكة .. تأليف: محمد القشعمي

عرض: طه محمود إسماعيل

طه حسين في الحج … صفحة مجهولة من حياة العميد.. فى عام 1955 ذهب الدكتور طه حسين لآداء فريضة الحج، وقد تم استقباله هناك استقبالا مهييا وكان فى استقباله الملك سعود والأمراء والأعيان والوجهاء والأدباء والإعلاميون، كما كانت فى استقباله بعثة الأزهر الشريف وكان من بينهم الشيخ محمد متولي الشعراوي حيث كان يعمل أستاذًا بكلية الشريعة الذى رحب به ترحيباً كبيرا وحياه بقصيدة طويلةاحتفاءً به.

ولما سئل عن شعوره نحو مهبط الوحي؟.. فقال: «أمَّا رأيي فيها فهو رأي كل مسلم يقدِّر مهد الإسلام حق قدره، ويتمني أن تكون مشرق النور في مستقبل أيامها كما كانت مشرق النور حين اختصها الله بكرامته، فابتعث فيها (مُحمَّداً) عليه السلام شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأنزل عليه القرآن هُدي للناس وبيّنات من الهدي والفرقان».

وعندما سئل طه حسين عن إحساسه حين تجرد في ملابس الإحرام؟ وبماذا دعا الله في المسجد الحرام؟ أجاب: «أؤْثر أن يترك الجواب علي هذين السؤالين لِما بين الله وبيني من حساب، وإنه لعسير، أرجو أن يجعل الله من عسره يسراً».

كما أن العميد أوصى مرافقيه بالتوقف عن الحديبية فلما وصلوا نزل على الأرض وأخذ حفنة من التراب وقبّلها وقال : لعل الرسول صلى الله عليه وسلم وطئَ هنا

وفى طوافه كان طه حسين يكثر من مناجاة ربه بقوله: «اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت»!.

وفي مؤتمر عن الحضارة المسيحية في فلورنسا قال هذا الدعاء باللغة الفرنسية، ولم يكد ينتهي من إلقاء هذا الدعاء حتي دوت قاعة المؤتمر بتصفيق شديد. وجاءته سيدة وطلبت نسخة من الدعاء، وقالت وهي تبكي: خذ دموعي وإعجابي، وبلغها للإسلام الذي أحبه كثيراً، فقال لها: لا داعي للدموع، إعجابك يكفي، وقد اختارت أسرته الكريمة هذا الدعاء النبوي الشريف كنقش علي ضريحه.

وللأسف هذه الرحلة وأحداثها لم تحظ بالإهتمام لدى الباحثين والكُتّاب وظلت حبيسة بعض الصحف المصرية والسعودية دون أن تُجْمَع، حتى جمعها الكاتب السعودي محمد القشعمي فى كتابه طه حسين في المملكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى