الغيطاني يستكمل تحليل الصخب في السينما المصرية بجزء ثان
خاص| عمّان – الأردن
عن دار فضاءات الأردنية في العاصمة عمّان، صدر الجزء الثاني من كتاب “صناعة الصخب: ستون عاما من تاريخ السينما المصرية 1959- 2019م” للناقد محمود الغيطاني في 330 صفحة من القطع الكبير، وهو المشروع الذي بدأه الغيطاني بإصدار الجزء الأول منه في يناير الماضي، مُؤكدا أنه سينتهي في خمسة أجزاء.
يتناول الجزء الثاني الفترة من 1980م حتى 1989م، وهي الفترة التي شهدت ظهور الواقعية الجديدة في السينما المصرية التي بدأها المُخرج محمد خان بفيلمه “ضربة شمس” عام 1980م؛ ليتشكل تيار من أهم تيارات السينما المصرية في هذه الحقبة مثلها مع خان عاطف الطيب، وخيري بشارة، وداود عبد السيد ورأفت الميهي.
يتعرض الغيطاني بالنقد والتحليل في هذا الجزء لتيار الواقعية الجديدة وسماته الجمالية وأسلوبيته التي اختلفت عما قدمته سينما السبعينيات، ودور هذا التيار في إنقاذ السينما المصرية التي كادت أن تسقط تماما في الحقبة السابقة عليها، كما تعرض لظاهرة سينما المقاولات التي أكد أنها بدأت في الظهور عام 1984م لتستمر بشكل متوازٍ مع تيار الواقعية الجديدة لتمثل مُنافسا شرسا لها رغم رداءة ما قدمه هذا التيار في تاريخ السينما المصرية.
يؤكد الكاتب أن ظاهرة سينما المقاولات، رغم تهافت ما قدمته في السينما المصرية، وعدم أهميته إلا أنها ساعدت كثيرا في ارتفاع الإنتاج السينمائي المصري من حيث عدد الأفلام المُنتجة سنويا حتى وصلت بها إلى 95 فيلما عام 1986م، وهو أعلى رقم في إنتاج الأفلام في تاريخ السينما المصرية، كما يقول: إنه رغم عدم أهمية الأفلام التي قدمتها سينما المقاولات إلا أنها كانت ذات فائدة في تشغيل الآلاف من المُتعطلين من العاملين في مجال السينما، أي أن هذه الظاهرة كانت تحمل جانبا إيجابيا في وجه من وجوهها!
عكف الغيطاني على تحليل الأسباب التي نشأت بسببها ظاهرة سينما المقاولات، والمُخرجين الذين اختصوا في إخراج هذه الأفلام، وغيرهم من المُمثلين الذين أقبلوا عليها رغم عدم أهميتها، كما عمل على التفريق بين أفلام المقاولات التي كان يتم إنتاجها بميزانية شديدة الانخفاض، وفي فترة لا تتجاوز الأسبوع، وبين أفلام السينما المُستقلة التي تلجأ إلى الميزانيات المُنخفضة أيضا، رغم أهمية السينما الأخيرة وأسلوبيتها، وحرصها على تقديم سينما جيدة.
صدر الجزء الأول للكتاب في 400 صفحة من القطع الكبير في يناير الماضي، كما يؤكد المؤلف أنه يعمل الآن على الجزء الثالث الذي سيتناول الفترة من 1990م حتى 1999م، والذي سيصدر في يناير القادم 2022م.
يكتب الغيطاني في مجالات النقد السينمائي، والنقد الأدبي، والرواية والقصة، وقد صدر له في مجال النقد الأدبي: “الفساد السياسي في الرواية المغاربية” 2018م، و”زيف النقد ونقد الزيف: احتضار النقد العربي” 2017م. وفي مجال النقد السينمائي صدر له: “السينما النظيفة” 2010م، و”غسان عبد الخالق: سيرة سينمائية” 2014م، وفي الرواية: “كائن العزلة” 2006م، و”كادرات بصرية” 2011م، وهي الرواية الحائزة على جائزة ساويرس عام 2012م، وفي القصة: “لحظات صالحة للقتل” 2008م، و”اللامنتمي” 2018م، وفي مجال الحوارات الثقافية له كتاب “جنة الممسوسين” 2018م. وشارك مع مجموعة من النقاد العرب في كتاب “سينما الطريق: نماذج من السينما العربية” 2007م.