السماء تخرج لسانها لي

شيرين زين الدين | القاهرة

لا أستطيع أن أضحك على أحد
يكفي أن أضحك على نفسي
القلوب المكسورة لا يمكن إصلاحها
بعض القلوب.. يمكن أن تموت من ضحكة
لذا .. وجدتني أقف أمام المرآة
أخادع نفسي أنّ لا وجه لي
وأن سرطاناً سيأتي للزجاج..
و يعدي عائلتي
لم يكن أمامي غير كسر المرآة ..
دون أن يراني أحد..
لأكذب على الجميع و أقول لست أنا
فغالبا لن يفهمني أحد
وسيعتبرني إخوتي الذكور مجنونة
سرطان الزجاج لا يعدي البشر
والبشر مشغولون بانهيار الأرض
و الأوبئة الجديدة
لآخر مرة سأقف أمام المرآة و أواجهني
أنظر إلى وجهي وأتفرّس فيه
وكأن عدواً يريد أن يحيا عمراً على عمر
سيخرج منه و يقود طائرة ..
ممتلئة بالمتفجرات و يفجر البلد
لينشر هزائمي المتوقعة في كل اتجاه
و يعبث بالرماد
فأرى أمي آتية تناديني ..
و تبحث عن مصدر الصوت
لكن انفجاري بدّدها ..
فتناثرت و تطايرت أجزاؤها عالياً عالياً
و السماء.. تخرج لسانها .. لتلتهمها
و أفراد العائلة.. يشاهدوننا مكتوفي الأيدي
مثلما دوما أراهم
فأرى فمي مفتوحاً عن آخره
وأسمع ضحكتي المحزنة تعلو
وكأنني لم أضحك في عمري مطلقا
لأجد المرآة محطمة تماما
وفمي قد بترته زجاجة حادة
لأن الضحكة كانت صرخة مدوية
تخبر بنهاية العالم
فالسماء كانت تخرج لسانها لي
السماء مازالت تخرج لسانها لي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى