شيء من الفلسفة

د. خضر محجز | مفكّر فلسطيني

العقل الخالص «Reinen Vernunft»:

في العام 1781 أصدر الفيلسوف الألماني الأشهر (عمانوئيل كانت: Immanuel Kant) كتابه بالعنوان: «Kritik der reinen Vernunft». وهو عنوان ألمانيٌّ تُرجم عربياً فيما بعد بـ«نقد العقل الخالص» أو: «نقد العقل المحض».

ونحتاج هنا إلى توضيحين، لنفهم كيف نلج هذا الكتاب الشائك: معنى النقد، ومن ثم شرح معنى العقل الخالص.

فالنقد هنا هو: التحليل وتتبع المصادر والأدوات والمنهج، والحكم بالصحة أو الخطأ، بطريقة موضوعية. وليس البحث عن العيوب، كما يفهم ذلك صغار المشتغلين بصنعة الكلام.

أما «العقل الخالص» فهو: العقل كما وُلد قبل أن يلتقي العالم الخارجي.

من هنا نعلم بأن (كانت) قصد أن يصف الحس، والإدراك الحسي، ثم أن يفحص إن كان يوجد إدراكٌ يسبق الحس ومستقلٌّ عنه.

إذن فهو يصف الفكرة والعقل قبل أن توجد تجربة. إنه يريد وصف العقل البكر، المحض، الخالص: غير المختلط بالتجربة.

تلكم هي ما اصطُلح على تسميتها من بعد بـ«المعرفة الـقـَـبْـلـِـيَّـة: Tribal knowledge» أي المعرفة التي لا تتطلب البرهان.

والعقل الخالص شعر به المفكرون منذ القدم، واختلفوا في تسميته، وقد سماه المشرع الروماني (شيشرون: Cicero) «قانون الطبيعة» حين قال:

“إن القانون الصحيح هو العقل الخالص المتفق مع الطبيعة، والذي يدخل في نطاقه العالم بأسره، والسَّرْمَدِيُّ الذي لا يتبدل. وليس من حقنا أن نقاوم ذلك القانون، أو نبدله. وليس في مقدورنا أن نلغيه، ولا نستطيع أن نتحرر مما يفرضه علينا من التزامات بالتشريع ـ  أياً كان هذا التشريع ـ ولسنا في حاجة إلى أن ننظر خارج أنفسنا، لنبحث عن شرح له أو توضيح. وهذا القانون لا يختلف في روما عنه في أثينا، ولا في الحاضر عنه في المستقبل. وهو قانون صحيح ثابت عند جميع الأمم، وفي جميع الأحقاب. ومن عصاه فقد أنكر نفسه، وأنكر طبيعته”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يقول كاتب هذا الـ”شيء من الفلسفة”:
    فالنقد هنا هو: التحليل وتتبع المصادر والأدوات والمنهج، والحكم بالصحة أو الخطأ، بطريقة موضوعية. وليس البحث عن العيوب، كما يفهم ذلك صغار المشتغلين بصنعة الكلام.
    واضح أنه، من خلال هذا القول اليتيم وحسب، قد أثبت أنه حتى أدنى مرتبةً من (صغار المشتغلين بصنعة الكلام) دون أن يعي ما يقول!!!؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى