عقاب ( قصة قصيرة )

أسماء إلياس | قاصة وأديبة فلسطينية

سحب كثير تتجمع، تنذر بسقوط الأمطار، نظرت نحو السماء، وضعت يدي على صدري، تنهدت بعمق كأني أردت اخراج كمية كبيرة من الغضب الذي يتجمع داخل روحي، متى كنت بتلك العصبية؟
لا أعلم. لكني أتذكر أول يوم تعرفت به على فارس. وثقت به، سلمته نفسي، وعدني بالزواج وبجنة الحياة، لكنه لم ينفذ شيئا.
بعد فترة قصيرة اتضح بأنني حامل، صعقت لما حدث معي خصوصا أنني أعيش في مجتمع محافظ .
توجهت إليه، وقلت له والحرقة في قلبي، أنا حامل. نظر نحوي وقال:
– ما دخلي أنا؟
– دخلك أني حامل منك.
– كيف سأعرف أنك حامل من غيري.
غضبت وبكيت وتركته حزينة.
هاتفت عمتي التي تسكن في المدينة، والتي وعدتني بمساعدتي في الأحوال كلها، وأخبرتها بالمصيبة التي وقعت فيها.
عمتي سهيلة أنقذتني، فقد أجبرته على الزواج مني، والورقة الرابحة كانت فحص اثبات النسب (DNA). فكر كثيرا إذا عملت هذا الفحص. وأجبره القاضي على اثبات النسب، فسوف تكون العواقب وخيمة عليّ وعليه، فهو تاجر ولديه الكثير من المحلات التجارية. جاء وطلبني من والدي وتزوجنا في أقلّ من أسبوع. بعد سبعة أشهر أنجبت حازم، لم ينتبه أحد لذلك لأن هناك نساء كثيرات فترة حملهنّ سبعة أشهر فقط.
طلبت الطلاق لكنّه رفض لأن الوليد يشبهه، توسل إلي أن أبقى زوجة له. لكنّني تمسّكت برأيي رغم حبي الجارف لولدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى