الإعلامية وفاء كمال الخشن والفنانة ماجدة الخطيب وجها لوجه (4)

كانت الفنانة “ماجدة الخطيب” تكلمني وهي تراقب الدائرة المحيطة بنا. وكأنها تتحدث بالمحظورات. مما نقل عدوى الرعب إلى نفسي  وبدأت أتساءل: هل الحديث عن الانتفاضة أمر محظور؟ أو ليست القنوات السورية كلها تبث أخبار الانتفاضة خطوة بخطوة؟ تمتمتُ بسري: أبعدي عن الشر وغني له. لذا تمنيت للفنانة وشقيقها نجاح الفيلم والسرعة في إنجازه إذ لايمكن الحكم عليه قبل مشاهدته .

وقلت:
– أنتِ متفائلة جداً بنجاح هذا الفيلم.فما معيار نجاح العمل السينمائي برأيك؟
ـ (ج) من حقي أن أكون متفائلة ما دمتُ أنا وأصدقائي الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الوطن العربي بأجور رمزية نعمل بصدق وحس وطني وثَّاب. وهذا الفيلم أولاً وأخيراً نابع من الانتفاضة وسيُقدَّم لأبطالها. وسيظل الحكم الأول والأخير لهم حول نجاح الفيلم أو فشله. وأعتقد أن هذا الفيلم يشكل ظاهرة إيجابية أينما كان مكانه وأياً كان زمانه .

***
ـ ( س) هل يكفي الصدق وحده لنجاح الفيلم؟
ـ (ج) طبعاً لايكفي .. فالتقنيات الفنية الجديدة من إضاءة وديكور وإكسسوارات مهمة. وقد ساعدتنا الإدارة السياسية التي ستعطينا الطائرات والأسلحة. وهناك من يتولى الإشراف على المعارك العسكرية من الإدارة . حينما سمعتُ كلمات سلاح وطائرات وإشراف على المعارك، فهمت لما كان كادر الفيلم محاطاً بالمراقبة. وشعرتُ وكأنني محاطة مثلهم بالمراقبة. وأنه كان علي أن لا أقبل بالحوار في هذا المكان الذي اختارته الفنانة ماجدة .لأنني أكره الأمكنة المراقبة، لأنها تُخرجني عن عفويتي، وتجعلني مقيدة في حديثي وحركتي ونظرات عينيَّ _ ضحكتُ قي سري ،وتساءلتُ :كيف كنتُ أطمح أن أكون مراسلة عسكرية وأوصالي كلها ترتجف لمجرد ذكر كلمة سلاح ؟
بينما كانت الفنانة ماجدة تسترسل في حديثها : استعنّا بأعلى التقنيات الأوروبية والعالمية من معامل وفنيين، لتساعدنا في إنجاز هذا العمل. وقد اهتممنا بتغطية عنصر الصوت والمكياج الخاص بالمعارك والمتفجرات. واستعنَّا بمجموعة من المصورين التشيكيين بإدارة “عأميل سوروتيك “المعروف بكاميرته الدقيقة. بالإضافة إلى كاميرا ” عيسى البسطاوي “المصرية التي سبق وأن صوَّرت أفلاماً هامة جداً .
وانبرى احمد الخطيب قائلاً :
ـ الصدق إذا اقترن بتقنيات عالية وبراعة تمثيل، وقبل هذا كله النص الجيد، فإنه سيترك رصيداً كبيراً في ذاكرة المشاهد. وهذا الأثر الذي يعلق في الذاكرة بقدر ما يكون إيجابياً يكون ناجحاً  

***

_ (س) هذا الفيلم وهذه التقنيات العالية ألا تحتاج لمخطط إنتاجي مدروس .
_ (ج) لم يكن هنالك تخطيط إنتاجي أبداً .فالانتاج كان بدافع حقيقي من كبار الفنانين العرب المشاركين فيه .مثل سعاد العبد الله , جميل راتب، منى واصف ،ماجدة الخطيب ،بشار اسماعيل ،توفيق العشا،فريد شوقي ،وخدوجة صبري وأمينة رزق ، مرسيل خليفة، عبد السلام محمد، غادة نجم .كوثر الباردي، محسنةتوفيق وغيرهم . كل هاؤلاء كانوا يلحون الحاحاً حقيقياً للقيام بهذا العمل. وتبرعوا بكل مايملكونه من مال وما يستطيعون من وقت وطاقات، تضامناً مع ثورة الحجارة.

***
(س) هنالك أحداث مصيرية كثيرة وشديدة الأهمية مرَّ بها الوطن العربي. لماذا لم تتمكن السينما العربية من تناولها او الاستفادة منها؟
(ج) لأن السينما العربية التقليدية هي سينما منفصلة عن الواقع بشكل حقيقي .ومما يؤكد ذلك النغمات الغريبة التي بدأت ترتفع . وأولها نغمتُكِ التي تقول :إن مستوى الحدث الحقيقي أعلى من مستوى الحدث السينمائي .وأقوى .
( ج) نعم أنا مازلتُ مصرة على كلامي فالانتفاضة حدث ضخم وكائن متحرك وسينتقل من مكان لآخر بأساليب مختلفة شئنا أم أبينا.ولايجوز ان ندع وسائل الإعلام تقوم بتعطيله، هذا ماكنت أريد قوله، ولا أشك أبداً بطغيان حماسة الجانب الفني وكنتُ أشك بأن تتمكنوا من صنعه على طريقة أفلام المقاومة الشعبية مما سيفقده الكثير من أهدافه .ولكن لايعني ذلك. انني أطلب منكم رفع أياديكم عن هذا العمل.

ـ ( ج ) بالتأكيد كنَّا سنصم آذاننا عن سماع تلك النغمات لأننا مصرون ان تكون السينما داخل المعركة ،لترتفع الكاميرا مع الحجر ، ليكون لها نفس الأثر .لن ننتظر عشرين سنة أخرى لنصور الانتفاضة . لقد تم الإعداد لهذا الفيلم أكثر من سنة .حتى تمكنّا من جمع الحدث . نحن قررنا أن نغير السينما هل لديك ِ مانع ؟
يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى