خمر الروح

علي أحمد-مصر 

خمرٌ أنا فيم الخمر يشبهني؟
في اللون ذا؟
أم في الطعمِ والأثرِ؟

فريدةٌ في السماء أغنيتي
يشدو بها نجمُ الليل في السمرِ

رأيتَ ماذا بالدنِ من شيمي؟
فالنفسُ من هذا الوصفِ في خطرِ

إن كنتُ خمرًا لكم فأنتَ لنا
يا ساكنَ الروح أطيبُ الثمر

رأيتُ منكِ الجمال يلثمني
أغدو بلا حزن روضةَ القدر

نسيمُ حسنٍ يفوح منه شذى
محمديّ الهوى ومن عمرِ

يسري بروحي نورٌ فيغمرها
منها إلى أنحائي بلا حذر

يغوص في النفس حين يسكنها
يدبُ بين الأعضاء والفقر

فأي جُزءٍ بالجسم لست به
وأي ركنٍ بالروح لم تَزُرِ

ففيكِ يا خمرتي أنا ثملٌ
عن عالم الإنس غائبُ الصور

أطوف عالم الأحلام تؤثرني
عيناك مابين الصحو والسكر

تجتاحني فيضا، فيا قدري
من عالم الجن أم من البشر؟

أم أنتِ وحيُ الرحمن أنزله
ما أسعد القلبَ هائمَ الفِكَر

عوالمُ العشق لا حدودَ لها
طُف جنة العاشقين وانتشر

وصبّ خمرَ الهوى معتقةً
وأعطني الكأسَ خالي الكدر

واعزف لنا لحنَ الشوق منتشيا
فسرنا بين الخمر والوتر

أغيب عن دنياالناس لا هربا
وإنما أرتقي إلى القمر

يا سدرة الروح منتهى أملي
أغفو و أصحو في روضِك العط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى