الجزائرية أمال بن شارف.. لَسْلسة التشيؤ بمُمْكن الموئل
أحمد ختاوي| الجزائر
باعتبارها باحثة في الشأٔن التربوي (علم النفس المعرفي)، النفسي (علم النفس) والتنمية البشرية وأستاذة محاضرة بكندا وغيرها من الجامعات، تفتق “شرنقة” هذه البدائل Substituts على صعيد مؤانسة الذات المبدعة في تجلياتها البنائية الهندسية كمعطى آخر لترويض الحرف و “مقارعة” المؤثر والمؤثر فيه كمفعول به، من منطلقاتها كمبدعة وكروائية تكتب باللغتين: العربية والأنجليزية.. تدرك تمام الإدراك حيثيات اللغتين في عموميتهما وخصوصيتهما، فتستدعي مارد بوحها ، هو ذا المقصود في هذه “المقاربة ورسكلة” المعمار الهندسي في الإبداع من خلال ملامستها لـ ” لَلسْلَسَة ” كفرع لما يوحي لها به “ماردها” لحظة المخاض عند نسج مبان إبداعية بهذه “السلاسة”، هذا هو المقصد والموئٔل ها هنا .
لعل ما نستشفه وقد تابعتها بكل جوارحي أثناء لقاء إذاعي معها ضمن برنامجين بالإذاعة الثقافية الجزائرية، الأول تحت عنوان “بحوث ودراسات” أفضت فيه بكل ما تتطلبه قواعد الانتلجينسيا من أحكام حول ” نظرية الجدل والجدال وبكثير من أطاريحها العميقة ، كمقوّم اللغة: أداة وهوية وغير ذلك، وثراء اللغة العربية ودواخل المصطلحات والكلمات الدخيلة والملفوظ الشعبي الذي تعتبره الباحثة الانثروبولجية دكتورة أمال بن شارف ثراء لغويا وبكلمة لها على شكل نظرية تثمنه على أساس أن هذه الدواخل، أي الكلمات الدخيلة على اللسان الدارج فأوجزت نظريتها وطرحها على أنه تاريخ .. وهو تاريخ وأوردت على سبيل المثال: اللهجة التركية/ العثمانية: الاسبانية المنتشرة خاصة في الغرب الجزائري، خاصة منطقة عين تموشنت مسقط رأسها و “مِغرافها” في هذا الشأن، إلى جانب اللغة الفرنسية وكذلك الجدل والجدال بين المنطق والعاطفة والصدق وباقي المنعطفات الخ ، وصولا إلى نظرية المثلث عند أفلاطون وغير ذلك.
وعيها الاستدراكي والإدراكي في كل هذه المناحي في الاتنلجينسيا ينم على أن الدكتورة الباحثة، الأديبة والروائية، الشاعرة أمال بن شارف تمتلك ناصية الفكر عبر معارجه، مدارجه ومداركه، يطول الحديث أيضا بهذا الشأن ، لاحقا أفرد له قراءة أخرى . هذا عبور خاطف لبورتريه جدير بمقامها ككفاءة وكمَعلم فكري، في الانتلجينسيا / علم النفس / التنمية البشرية ومن ضمن الكفاءات التي يحسب لها ألف حساب ولا يشق لها غبار ، باحثة تسدي معارفها للأجيال كباحثة على “ركح” كبريات الجامعات بكندا وأستاذة زائرة ومحاضرة بعدة جامعات جزائرية، و هي من صفوة الكفاءات الجزائرية التي تعمّر العالم الفكري بكندا وغيرها ما يعنينا ها هنا ملامستي لهذه “اللسلسة” أي انسياب منحدراتها في البوح الإبداعي كقاصة وروائية وشاعره على وجه التحديد أفقيا وعموديا لامسته من خلال قراءاتي لنتاجاتها ولإضاءتها هذه في مناحي الفكر واللغة والمقاربات بين اللغات خاصة العربية والانجليزية ” مبحثها المحوري وذلك للإذاعة الثقافية الجزائرية في حصة أدبية بثتها ذات الإذاعة . وكذا عبر أطاريحها ومقالاتها بكبريات المجلات المتخصصة وغيرها ..
الشاعرة والروائية الأكاديمية، الدكتورة أمال بن شارف انطلاقا من كتابها “مقدمة نظرية الجدل” تغترف معمار القول عندما يستدعيها ماردها أو تستدعيها حواسها، ف “تؤلسن” في “ملاسنة” ترويضية مبان شفافة، قد تبدو للقارئ البسيط سطحية، فيما هي العمق بمكان، تعكس تجليات صوفية إدراكية لما لهذه الكلمة من دلالة في ترويض الدلالة بهذه الانسيابية المطلقة، ABSOLUE. غزارة وخصوبة مبانيها المعمارية الهندسية في ” استيطان “اللفظ” والملفوظ ” لا يدخل باحتها الإبداعية اعتباطا، بقدر ما يلج عوالمها من أبوابها وأسانيدها المشفوعة بحمولة ثقافية وإدراكية كبيرة وعميقة ، وبوعي بياني في البيان والبلاغة والسهل الممتنع.. هي ذي الباحثة، الأكاديمية، الدارسة والأديبة الدكتورة أمال بن شارف معمارا سلسلا، لكن لا تهزه رياح “تسونامي” التي تأتي على اليابس والأخضر، أمام ” جبروت سلاستها الناعمة ” التي تصد كل مرة هذه الرياح العاتية، هي ذي عوالمها وروافدها ، ولي أوبة لمنجزاتها الفكرية والإبداعية في ورقة لاحقة . هذا عبور خاطف لهذه الطاقة الكامنة التي أجّجت الفكر بنظرياتها ، هي ذي الفراشة القادمة من عين تموشنت (تحديدا: مدينتها: المالح) بالجزائر لتعمّر الأكوان بكندا ” فكرا: أنتلجينسيا وإبداعا باللغتين العربية والانجليزية.
من بين الأعمال التي أبهرتني كقارئ متلقي طبعا “مملكة الأنثى” التي تختزن وتنوب عن كل كتاباتها، وهي التي عاشرت القراءة منذ نعومة أظافرها لم تنعم باللعب كأترابها ، كانت دًماها الكتب من مكتبة والدها المدرس، كانت الكتب دًماها أجل، اغترفت من الأدب الإنساني، الغربي، عيون الأدب وهي في سن المرحلة الابتدائية، فأبهرت مثلما أبهرتني معلماتها، وقد كان أسلوبها متميزا، حيث التهمت كل الكتب المترجمة إلى العربية / كتب / شكسبير، فيكتور هيقو وغيرهم إلى جانب إلتهابها لكتب جبران ، إليا أبو ماضي ، ميخائل نعيمة وغيرهم .
الأديبة، الباحثة، الروائية أمال بن شارف ما تزال شابة في ريعان شبابها ، فهي من مواليد 1987 بتموشنت بالجزائر مهد المبدعات أيضا، وقد ذكرتني لتوّي بالروائية التموشنتية (نسبة إلى عين تموشنت) التي تكتب بالفرنسية، والمقيمة بفرنسا من مواليد فرنسا ومن الجيل الثالث كما يطلق عليه، والتي تسبقها بسنة: سنة 1985 وهي الروائية الجزائرية المتألقة، العالمية : فايزة قن (بثلاث نقط على القاف) Faïza Guène فائزة قن والتي غزت هي الأخرى عالم الروائية بملفوظ جزائري، الروائية لكن بلغة فرنسية راقية تستجلي شخوصها وعالمها الإبداعي من بيئة والدها ومحيطها العائلي خاصة روايتيها المشهورتين:Kiffe kiffe ” demain Les Gens du Balto والتي تتناظر: إبداعا وتميزا وحضورا في المشهد الروائي الفرنسي مع الروائي الفرنسي الشاب ” Guillaume Musso من مواليد 1974 باختصار حتى لا أثقل كواهلكم بالقراءة أعرج على بعض المنجزات الفكرية والإبداعية للدكتورة الأدبية، الباحثة ” أعمال بن شارف.. من بين أعمالها بالعربية والانجليزية
– سيل الروح The 7 Secrets
– أسوار المدينة الخيالية”
و كتاب باللغة الإنجليزية : كتاب الغيب باللغة الانجليزية .. –
– مقدمة في نظرية الجدل والجدال
وغيرها من المؤلفات والمخطوطات سأقف عندها في ورقة لاحقة ومنجزها العظيم: قوانتانمو روايتها القادمة