سَكَنَتْ رياحك فوق شط عذابي

أشرف قاسم -شاعر مصري

سَكَنَتْ رياحك فوق شط عذابي
والآن أرحل في بُروج غيابي

يحتلني الصمت المباغت والرؤى
جمرٌ خبا في موقد الأهدابِ

وعلى ضفاف العشق ماتت وردةٌ
وأرى جيوش الحزن تطرق بابي

ردى على الباب.. إني متعبٌ
وحكايتي سوْلٌ بغير جوابِ

حُبْلَى سحابة أحرفي بمواجعي
ووساوسي كادت تُطير صوابي

ماذا ترين الآن بين ملامحي ؟
بؤس الوحيد ودمعة الأغرابِ ؟

ماذا قرأت بسفر أحزاني؟ سوى
” قد ضيعته قساوة الأحبابِ ” !

هذا بهاؤك لم يزل في أحرفي
ألقاً ينير أزقتي وشعابي

صمتي وصمتك قاربان تأرجحا
والحزنُ سكينٌ يشق عبابي

هذا نُثارُ الأمنيات على يدي
والحلم قديسٌ أنار رحابي

لم يبق من أحلامنا شيء.. ولا
فوق الشفاه سوى التهاب الصَّابِ

غربان قريتنا استباحت عشنا
وسطت على مَرْج الهوى العنابي

أمست دموعك لا تثير صبابتي
وذنوبُ حبك قد رفضن متابي !

أُُضحى على وجع ٍيضجُ بمهجتي
وأبيتُ تصحبني جيوش عذابي

سفري طويلٌ في متاهة أحرفي
والليل مُرْتَهَنٌ على أعتابي

هذا أنا بؤسٌ وفرطُ صبابة ٍ
ورؤى تسافر في محيط سرابي

ظمأى على شفتي وماؤك ضائعٌ
والبيدُ تنذرني بشرِّ عقابِ

كل الحدائق أزهرت واضَّاحكتْ
وحدائقي قفرٌ بغير شرابِ

رُدِّى على الباب وانصرفي، فلم
يعد الشراب يَلذُّ من أكوابي !

رُدِّى على الباب وانصرفي، أنا
وأساي وحدي الآن خلف البابِ !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى