الغياب يقف على قدم واحدة

شيرين زين الدين | كاتبة وشاعرة مصرية

عندما تقف على قدميك بمفردك

فأنت تقف على قدم واحدة

عسير ذلك الطريق..

الذي تسلكه القدم العرجاء

 

افتقادي لوجودك..

كان بمثابةِ تدريبٍ على الغرقِ

فالخوفُ من فقدانكَ

صار أشدَ من الموتِ غرقا

 

اعتبرني شخصا غيري أو شيئا..

فلا تعاملني بهذه الطريقةِ وكأنني

لم أعنِ لك بحياتكَ كلها أي شيء..

 

صدقني

حتى قدميَّ.. ماعادت تحملني

وما تبقّى ليَ من الماضي

ذكرى تُجاملني

 

كلُ شيءِ جميلِ داخلي ..

راح يبحثُ عنك ولم يعد

أبحثُ عن سببٍ واحدٍ لغيابكَ ولا أجِد..

قل لي..

 أنا لا أتقبلُ هذا الغيابَ بلا سبب

 

الطقسُ ممطرٌ جدا منذُ رحيلكَ..

الطقسُ أصبح باردا جدا وحارا..

هذه الدرجةُ..

لن يعادلُها إلا وجودُك..

فأين أنت؟

ولماذا ذهبت؟

ألم تكن تدريَ ..

بمدى تأثيركَ السلبي على الكونِ..

أنا والكون نُحبكَ جدا و جدا..

أصبحنا من دونك لا نقدر على التوازن

 

صوتك

صوتك الغائب أصبح يَقْسِمني نصفين..

ونظرتك أصبحت تَكسِرني

بدلا من المرةِ مرتين..

 

فلا تكرر تلك النظرةِ مرة أخرى..

لأنني..

لن أقدِر َعلى احتمال الوجع

في المرة ِالثالثةِ.. وسأسقُط فوراً

فما تبقى شيء منكَ إلا الصور

شُلَّ تفكيري في هذا الصمت..

وانقلبَ البعدُ بيننا إلى بُعدين

 

استحوذَ  الليلُ على اليومِ بأكملهِ بغيابكَ..

عيناكَ ضوء

وأنا و قلبي .. صرنا ضحايا للعتمةِ

لا أجدُكَ

أنا لا أجدك لا أستطيعُ رؤيتكَ ..

وكأنكَ وراء الكونِ

حتى السحر والتعاويذ ..

فشلت أن تعيدك..

والموتُ عجز أن يوصلني إليكَ..

قل لي..

لماذا أصبحَ الأمر معقداً بيننا لهذه الدرجة؟!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى