تونس الخضراء

القس جوزيف إيليا-شاعر سوري

يا ” تونسٌ” إنّي مِنَ “الشّامِ”
آتٍ وقد هيّأتُ أقلامي

حتّى بكِ الأشعارُ أنظِمُها
بكلامِ صدقٍ في فمي نامِ

فلأنتِ لحنٌ في قصائدِنا
يُتلى بترتيبٍ وإحكامِ

بالعقلِ صرتِ حديقةً ضحكتْ
أشجارُها وزهتْ لأعوامِ

ليست تجِفُّ ولن يموتَ بها
عصفورُ إنشادٍ وأنغامِ

خضراءَ تبقى لن يُداسَ لها
غصنٌ ولن تفنى بألغامِ

للسِّلمِ راحت تشتهي غدَهُ
كي فيهِ تنسى أمسَها الدّامي

مَنْ عادَ للماضي يجدِّدُهُ
يشقى بأوجاعٍ وآلامِ

تاريخُنا تاريخُ مقبرةٍ
ملأى بحيّاتٍ وأبوامِ

فلْننْسَهُ ولْنمشِ في أملٍ
لغدٍ بهيِّ الثّغرِ بسّامِ

يا ” تونسُ” الخضراءُ يا لغةً
للحُبِّ يا وطنًا لأحلامِ

يا بسمةَ النّجَماتِ يا سُحُبًا
حبلى بغيثٍ فوقنا هامِ

يا رقصةَ الأضواءِ تحملُنا
لعوالمٍ فاضت بأنسامِ

وأيا الّتي تشفي مواجعَنا
ضقنا بأوجاعٍ وآلامِ

إنّا نمنّي النّفْسَ في عسلٍ
يأتي شهيًّا منكِ للظّامي

كوني كما نرجو مزيَّنةً
بالمجدِ كوني وحيَ إلهامِ

وتسيّجي بالوردِ حاضنةً
قمرَ الحياةِ وعندهُ نامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى