الظل الذي ينتظرني

الشاعرة مريم العموري | فلسطين

الظلّ الذي ينتظرني على قارعة الوقت مُتنكّرًا بزيّ شجرة..
ما فتأ يرميني بالحجارة..

يداي مرفوعتان بأوراد الحمام.. ولكن الزيتون مكسور الجناح!
“كان استسلاما بلا خسائر!”
هكذا سمعت الجنود يتخابرون بعد أن باغتوني..

ألف عين ملغومة على جدران السجن تهتك ذاكرتي
والخرزة الزرقاء التي شكّتها جدتي في ذيل الكوفليّة
تحوّطني بترويدة..
بينما على كوّة في الخيال.. طفلة.. تعلِك اللبان وتنطّ الحبْلة وتمسح الألوان بعَرقي
:
” هل صدّقتِ أن الوحوش تحت السرير يا هبلة؟”
بينما هسيس أساورها يضحك من خوفي!

ناولتني طبشورا ثم أشارت إلى وشم في الحصيرة..
رسمنا بابا حول ذلك الوشم.. فإذا بصريره يفقأ أعين الجدران..

ولما وصلت آخر النفق.. وقبل ان ينطلي عليّ الظل..
أفرغتُ جيبي من الخرز
والشَّبَر
والطباشير
ومويل الهوى..
و دسستهم في سُكَّريّة موشّاة بالحب.. خبّأتُها في النمْليّة..
ثم خرجتُ بيدين مقبوضتين إلى صدري..
وأصداء الجنود تردد في جزع:
“كانت الخسائر فادحة جدا”
..
مريم العموري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى