أنقاضي إيَّاي هناك

زهير بردى | العراق

(فراغٌ بارد)
أستلقي جنبك وأتبادلُ الفوضى مع نهرٍ لا يعجبه كلام ُظلام ، وبأصبعٍ أعرج احرّكُ قفصَ الكتابةِ وأنا في نفسي أن أموتَ من الجنّ ببسالةٍ بيضاء، أشياءٌ في يوميّاتِ فوضى تهمسُ في شهيقِ خياناتٍ ليست على ما يرام في الفراغ البارد، يبلعُ كهولةَ الضوءِ مع الاسف٠ وبصدفةٍ ومرارةٍتصلني بلا تعليقٍ من بابٍ يستلقي بفطنةٍ مطمئنّا،يطلقني لاسمعَ حوار سواي بحصافةِ فرّيس يعرف ماؤه في الصيفِ٠ ويصغي الى بصيرٍ يتقلّبُ تحت الضوء، ويقلّدُ إغواء وردٍ خلي يسترجعُ نضارةَ بصره اللامرئي وقد استحقّ الالم، حينَ اغتسلَ سرّاً بجسدٍ أرضي ومال على وجههِ ضجراُ من قرابينَ٠ لم يذقها ببراءةطفلٍ يبلغُ سنّ القطفِ والعطاب في جرار نبيذ ورماد تنّور،في فكرةِ خبز ساخنٍ في غلافِ مجلّةٍ لبائع سندويش ذكي استعانَ بماءِ البحرِعسلا في طين حلوة بغداد، وغالبا ما يحدث هذا بين حكمة العزلة كانّها حواراتٌ تمشي وبين تقدّمِ الضوءِ بكامل عدّتم وسع موسيقى تركض حافيةً من قصب ِالهور الى طينٍ يحدّثنا عن البدء والكلمة والفصح والغنجِ والملحِ والنقائسِ كلّها تدسُّ الشمعةَ الوشيكة على الكلامِ في صفحةٍ بيضاءَ من مطر ِالثلج.

(ليلة باردة بلا ملائكة)
أمامَ قلعةٍ كنتُ أفرطُ بصري وأغبطه من خطى كلّما أوغلتُ في كهوفها الظلام ، اجمع الهواء كخرزٍ وأفكٍرُ في يدٍ حاشدةٍ تنصتُ لغيبٍ في صوتِ حارسِ بوّابة آذار أو في أنقاضي إيايَ هناك في سومر، وأنا اتسلّقُ زقّورةِ الحبّ خيطاً خيطاً وحاجباً وكنتُ وقبلَ أن أخلّد العشبَ وفيما أنا أصغي كإلهٍ الى قلعةٍ كانّها حين أمسكُ بحبالِ الضوءٍ٠وأنا أتسلّقُ متدحرجاً خرزاتها الزرق فأراني أجلسُ قليلاً وآخذُ معي كتاباً أو قيثارةً وحينما أتزحلقُ لا أوقظُ آلهتكِ، كي لا يعلمونَ أني كل يوم أحلفُ أن لا أخونَ الغزلانَ والنقوشَ في حلق ِلماسو المقطّب الفخذين٠ يحرثُ في وسادةِ حقلِ أمس كسليلِ كينونةٍ يمزجُ في الليلِ الكلماتِ في عزاءِ اوروك ٠وبمجرّد فاصلٍ عن صحّة صدور ِحلمٍ في غفوةِ إيقونة ٍ تلتقطُ فصحَ الموسيقى من زيتِ جنديّ، يجمعُ نبضاتهِ في أشياء نادرةٍ ربّما لا تنقرضُ رغمَ أنّ النعشَ بارد وهو يمشي الى أناشيد حاضرنادراما تجيءُ في عزفٍ منفردٍ بسخونةِ تابوتٍ في نصفِ ليلةٍ باردةٍ بلا ملائكةٍ تحتلّ على مضضٍ ظلّا ينبشُ منذ ليلة ميلاد أعجوبة مسلّة الجسد العاشق يطلقُ العبارات الطازجة التي لا تكفي فمَ الأرضِ قبل فوات أمام إطلاق سراحِ الأصابعِ في ابتسامةِضوء.

(مزاج الورد)
وفي رحال غبطةِ حضرتك أيّتها المرأة الحكمة أسالُ وأنا اتنكّبُ قامتك٠لماذا في المطرِ تمضينَ في غيبوبةِ حبّ ٠وأنا اجلسُ أمامك كصوفيّ ولا شيءَ لي غيرك ولا غيرك٠ يصل جسدي بي ومغروراً بك في كلّ إتجاهٍ أذهبُ ، وأبسطُ الرؤيا أهدأ في ضوئك أصابعُ يدي٠تصيدُ مزاجَ الوردِ وتلقي على اعشاب فطرتي غيمَ الليلِ لاثملَ ببراءةِ الماء واقف من داخلي الحلو متعرّقاً مثل يد تستغرق سرير موسيقى مختالةٍ ولها الطينُ يسعى لشرب الكلام من ثقبٍ طريّ في تراب متشقّق ينسجُ جسدَ الليلِ على شاكلةِ بلّورٍ لا يسقطُ مكسوراً ليسترَ على عري الأرض وتحت كل طية منها غيمٌ يحرسُ النهارَ من أسمالِ ظلّ يتدلى من قميص ثلج،ومنهكاً ولايّامٍ ما يزال يسمعُ الكلام نفسه يطاطيء البرد فم رضيعٍك كانّه قبرٌ على كتفِ الضوء، يهذي ويغمض بصرَعميانٍ ما يزال ماء الفصحِ ينضحُ في أصابعهم خبزاً لا يفارقُ يدَ حوّاء ٠وهي ترفعُ بالزبد ِثقوبَ الوردِ بلوعةِ عسلٍ٠ ينهضُ من ثقوبِ نهدٍ يسكبُ حمّى إنانا في فناءِ بئرٍ، يضجُّ بضوضاءٍ تعيطُ من تدحرجِ يد ٍتكفي لتلقينِ التجاعيدِ مدوّناتِ روحٍ، تستعدُّ أن تثقَ بإغواءٍ ينشرُ موسيقاهُ بدهشةِ غوغيّ أعمى٠ يمشي بكرسيّهٍ الفارغ تحت خيطِ غيمةٍ فارغةٍ من الماءِ٠ ترشفُ وجهَ ترنيمةٍ تفتحُ فمَها بمزاجٍ بشوس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى