رواد التنوير العربي: قراءة في كشكول أمين الريحاني

سمير حماد | شاعر وكاتب سوري

التنوير حالة زرعها فلاسفة القرن الثامن عشر الأوربيون , وأثمرت الثورة الفرنسية، كما أنها أنتجت المجتمع العلماني الحر، وساعدت الفرد للخروج عن السرب , والانعتاق من الحالة القطيعية , حالة الشعور بالعجز الفردي , وامتلاك الإرادة التي تساعده للانطلاق , معتمدا عقله..
ورو ح الأنوار والتنوير تمثلت في مجموعة من المبادئ التي بثها أمين الريحاني في كشكوله، والتي جاء في مقدمتها : اعتماد التفكير النقدي الذي ينبغي أن يخضع كلُّ شيء لأحكامه ، حيث تعلو من خلاله سلطة العقل على سلطة الدين والدولة . فالعقل هو الهادي للحقيقة والشكُّ مفتاحه، وقال: من يرى ان العقل وسوسة من الشيطان فالنصيحة بعدم معاداة الشيطان )
كما رأى أن إحداث التغيير في المجتمع والسلطة والواقع , لا يتم دون توفّر الارادة .
وركّز الريحاني في كشكولة على المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية , ومواجهة الامتيازات والألقاب ، وعلى التساهل الديني حيث قال ( للسماء ابواب عدّة ) ولا حاجة للتدافع أمام الأبواب , ففي السماء مُتَّسعٌ للجميع .
كما تمّ التركيز على الاصلاح السياسي والاقتصادي…مقترنا بالوعي , فالثورات لا تحقق شيئاً طالما بقي الناس منقادين انقياداً أعمى للزعماء . إذ يجب قبل تقويض أي حكومة البدء بتهذيب الشعب , وهذه مهمة المثقفين شرط أن يبدأوا بأنفسهم ، فالمثقف يجب أن يتحلّى بالمعرفة والوعي، والوطنية والمسؤولية…ثم الصدق , وربْط الأقوال بالأفعال .
أخيرا حتى نكون قادرين على التطبيق لا بد من توفر الحرية كشرط أساسي لكن بضواط , لحماية الذات والآخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى