ما الّذي قد دَهَانا ؟

بشير عبد الماجد بشير/ السودان

أيُّ شيءٍ يا حبيبي قد دَهانا
حينَ آثَرنا وعن عـمدٍ شقانا

حينَ دَمَّـرنا بأيدينا هَــوانًــا
وافترقنا وابتعدنا عن مُـنَـانا

وقهرنا الشّوقَ في أعماقنا لمّا
إلى ماضٍ حبيبٍ قد دعـانــا

وتبعـنا بــَرقَ أوهامٍ تـراءَت
ثمَّ قادتنا إلى تِـيهٍ طَـوانـا

إنكرتنا فيهِ حتّى مُـقْـلَتانا
ولقينا منهُ ما أوهَى قُـوانا

وشربنا الـمُرَّ من كأسٍ ملأناها
من الـهجر عذاباً فَـروانــا

وهجرنا روضَةَ الحبّ التي كنّا
غرسناها صَـفَــاءَاً وحـنـانـا

وجنينا من ثمار الودّ فيها
ماجنينا ورعيناها زمــانــا

وصدحنا بالأغاريد وفاضت
نشوةُ العمرِ بدنيانا دِنــانـا

وسكرنا وابتهجنا ورقـصنا
حينما رفَّتْ على الأُفقِ رُؤانا

ثمَّ ولَّى كلُّ هـذا يا حبيبي
فلماذا نحنَ دمَّرنا هـوانـا

لستُ إعـفيكَ ولا نَـفسي فقد
خَـنّا إمانينا وكـدّرنا صفانا

وجرحنا نحنُ قلبينا بلا رِفقٍ
وبالـغـنا وأجـرمـنـا كِـلانـا

وتمادينا وضـيَّعـنا هُـدانـا
وتآمرنا على الـحُـبُّ فـهـانا

أتُرى من بعدُ هذا يا حبيبي
تلتقي يوماً وقد ضلّت خُطانا.؟

لستُ إدري غيرَ أني أسألُ اللهَ
لٍرُوحَـيْنـا نــجـاةً وأمـانـا .

***

من ( ديوانها )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى