مراودة

عمارة إبراهيم | شاعر وناقد مصري

سأحط علي ضفة حلم
ينشد في غفوتنا بيتا
يشتهي النبض ولا يبتئس
لن يفلت حرف من دائرة الضوء
ومن رجفة ريح
تعانق ظلا
صنعته لك صفصافتنا المتعبة
أيتها المبهجة
لن تثنيني عنك الشهوة الفارغة
ومتاريس الناس علي جدران ملذات فراغاتهم
ليظلوا تحت تدني غوايتهم
اعتقاد الشيء لا ينجي مسالبه
والوقت صافح برقه
هز جدار الروح في يأسك
استسلامك لن يمنحني من دوائره
غير ميتة أبدية
لن يغرس في طاحونة جمرك
بذرة سقف لسماء بعيدة
لا تنجب أحدا من دوننا
أنت أنت
و أنا لست أنا
فأنا المجذوب بصمتك
حتي أنفض عنك أوردتي الشاحبة
ورطوبة نومي فوق الأرصفة
فلم طلت من فوق تفاصيل عزلتنا
راقبت طيرها
في عكارات سربها
تمسح من عينها دمعة
فارت من قبل
ولا من غي راودها؟.
لا بأس
سأرمي علي ثمر حدائقك الحبلي قطفة رمل
تفتل من عضلات حكايات الأرض
لكل الأجناس
ومن ظنوا
أن الضي أبي أن يمتد لكل طواعين الأرض
متي شاءوا وما شئت
ولن أخرس وجعي لو مد سماه
إلي فيض سماء أخري
كانت في صحن نبي
أو في حضن تضاريس صدي أمي
وأنا طفل ألهو مع قطة جيران أبي
لم أك في محراب فضاءات من عرسك
لم أك في أول غي
حين وضعت علي أرضك
بابا ينجيني
أو في مزراب
أختبئ فيه من لطمة قيظ خريف
لاح وراح ليرمي قطف الفوضي
وقت انتصاف نهاري الطالع
من لا شيء سواك.
لا بأس
فأنا جسر الشمس
يتلو عليه فراغ خيال مكسور
يصعد مثل الأحلام
ولا أعبد مثل عباد
ضلوا طريق نبي مارس ألعابا
شق بحارا كي ينجو من موت
يمكث فيه القوم
نالوا ونلنا من أنفسنا
بل ضقنا وتهيأنا
لحروب لم تعط شيئا
أو صكت غفران الرب بما صنعت
أنت الآن علي حد العصف
وصحوك طارح ظل غوايات ضلال الأرض
وما عبدوا إلا أنفسهم
لا سئموا منك مقاما
أو شهدوا بيقين الله
وما خروا بين يديهم
أو خلف صوامعهم
وأنا هيئت لك
ورسمت قيامة شهوة أحوالي
فهيت وهئت
مجذوب طار بعقله
لا يصنع غير ترانيم تشد الأوتار
تغني
أبجدة العشق
تفني وتغني
فار ورحت
فنشوت إلي غمضة نوم
طارت فيها الأحلام وصحت
فرسمت مباهج عرس تلهو
حتي ضقت وضاقت
يا فردوس الوقت
ألم تك يوما في نشوة حالي
وما كنت أنا غير الحبال
وغير اللوام ولا فئت
أنا من صنع الفخار
ليطرح ملء رهان نصال جماجم روحي بيتا
يؤي الأحوال وفعل الأفعال
ومن لهب النار وما كنت
فكيف أفوز بسلة تين أو زيتون
تصافح نورا لله
ولا يرقي بالنفس اللوامة.
لا بأس، ولا …
أنت فتنة ذاكرة العهر
ولكن كنت أعافر
لم تعصم روحي من جناتك
في مضمار رهاناتك
أو من شيطان
راوغ نبت الوهن؟
لا أعرف كيف أحاصر نبض جنوني
لو لامست نوافذ عصف الريح
أتحسس أوراق النخل علي سطح
يؤي الزرع يموت ولا يبقي
لا أملك مجداف نجاة الأرض
فلا عاصم إلا
من خر
وسجد .

عمارة إبراهيم. .في 28 مارس 2020، القاهرة