خليليّ مُرّا بالديار وسلّما

الشاعر مثنى إبراهيم دهام

خـليـلـيَّ مـرّا بـالـديـار وسلّـمـا
كما قـبّـل الغيث المرابـع إذ همى
..
وأعـلم ما في الربـع غيـر بـقـيّـةٍ
لقلبٍ تهاوى في لظى الشوق وارتمى
..
وقد كان لي فيـها شبـابٌ مضـيّـعٌ
وذكرى تلاشت مثلما الأمس مثلما
..
تولّى ولم تدرك به النفس حلمها
وعاف الأماني عاصفُ الريح يُـتّـما
..
سقى الله أطلالاً تـولّى زمانـهـا
وما زال ذاك القلب فيها متـيّـمـا
..
يــراوده طــيـف الأحـبـة كــلـمـا
تــغــنّـى بـأيـام الـصبـا وتـرنّــمـا
..
تراءى فأذكى لاهب الشوق إذ دنا
وفاض المدى بالنور حين تـبـسّـما
..
فيا طيـفها أقـبـلْ فـإنّ حشاشتي
تـنـاديـك ما هبَّ الهوى وتـنـسّـما
..
أعـدني إلى أيـامهـا كـسحـابـةٍ
تـجـود على روضٍ هواها بـه نـمـا
..
وقامت كغصن البان يحكي قوامها
إذا أسفرت عنـها الجمال تـكـلّـمـا
..
وفاحت عطور الورد إذ فاض نـورهـا
لتغدو لعرش الحسن تـاجـاً ومعـلـمـا
..
فراتـيـة الـعـيـنـيـن نـيـليـة الـهـوى
عـراقـيـة الـخـديـن شاميـة اللـمى
..
فـيا لـيـتـهـا جادت عليَّ بـنـظـرةٍ
وداوت عـلـيـلاً ذاق مـرّاً وعلـقـمـا
..
تحـمّـل ما لا يستـطاع احـتـمالـه
وسار على درب الصبـابـة مرغـمـا
..
ألا يا زمان الوصل إن كنت مانحي
وصالاً فـعـجّـل إنني صرت مـعـدما
..
وجُـد بالغـوالي إنـني لست تـاركـاً
هـواهـم وإن زادوا حـشـايَ تـألّـمـا
..
سابـقى أناجي طيـفهم حـيـثـما سما
وأبـني للـقـيـاهم من الـروح سُـلّـمـا
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى