إذا كال الزمان..

الشاعر عفان سليم

 

إذا كالَ الزمانُ لكَ الخِداعا
وكفَّكَ لمْ تردّ إليهِ صاعَا

فسرْ وابحثْ لنفسكَ عن مكانٍ
بجوفِ الأرضِ،واجتنبِ الصّراعا

كأنَّكَ لا ترى فيها جباناً
و قد أمسى بما قالوا شُجاعَا

بنينا بالفخارِ لنا قُصُوراً
كمن يبني المنازلَ والقِلاعا

ولسنا مَن يغور المجدُ فيهم
وما قذفوا إلى الدنيا شُعاعا

فسلْ عني وعن أشرافِ قومي
متى شَرفُ الكرامةِ منكَ ضاعَ

ولن تخشىَ المنيَّةَ في حمانا
وكأسُ الموتِ بي امسى مُشاعا

“أنا العبدُ الذي خُبِّرتَ عنهُ
وقد عاينتني فدعِ السّماعا”

أنا الليثُ الذي رُضِّعْتُ شِعراً
وعاشرتُ الأفاعيَ والضباعا

وكم أبحرتُ في أيامِ نحسٍ
ولم أُنزِلْ لعاصفةٍ شِرَاعا

لغيرِ الله ما عبَّدتُ نفسي
ولا حابيتُ وِدَّاً أو سُواعا

وقولي صارمٌ كالسيفِ يمضي
فحُقَّ لمن تقصَّدَ أن يُرَاعا

أكِبُّ على الدُّنا وجهي غريبٌ
أُراقبُ حين تصرخُ بي وداعا

وحسبي أن تُحمِّلَني متاعاً
ليومٍ تخرجونَ بهِ سِرَاعا

ولستُ مُبالياً إن قَلَّ مالي
ولم أملكْ مِن الدُّنيا ذِراعا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى