مزرعة آل نافع
د. عبد الحكم العلامي
مِن هنا ؟
نعم مِن هنا
على مسافةِ عشرِِ دقائقََ
– تقريبًا – بالسيَّارة !
بدايةً من أحوازِ
نجع هارون
في بيت علّام الحبيبة
وأنتَ موَّفق !
إي وربي هنالك
أو هنا :
مزرعةُِ أولادِ نافع
من أبناءِ العم :
……..
اسمه السيِّد
نعم هوذا
كذا
غيرأنَّ عمي أحمدَ
رحمه الله تعالى
لقَّبه بالنَّافع تيمُّنا باسم
من أسماء الله
الحسنى
وهو النَّافع !
……
يا أحمدُ ،
/ أحمد بن النَّافع
خلِْ الزمنَ وراءك
ثم افسح للقادمِ القديمِ
منكََ وفيك
أزمانا أخرى كثيرات
وخطواتٍ أكثرَ
خذها من زمنك
تغذيةً عائدةً
للأوقات المُغترباتِ
المُشتهيات..
ذكِّرهنَّ بأنَّ الوقتَ
انبهم علينا
فلا ندري من أين
أوإنَّا في أين
وإلى أين !
ثم ادعُهنَّ إليكَ
يسقنَ شريدَ الطيرَ
إلى مجمرةِ
التوق !
ونادِ أباك فقل :
يا أبتي حمَّ الوقتُ
فعاجلْ وقتك
واسعَ إلى حصتك
الآنَ
عند معلَمكَ/ حكم
تمامًا
مثلما كانتْ تناديه
أمُّ السيِّد
أقصدُ أمُّ النَّافع
ثم تريَّث في حضرته
وليس إليك حتى
تتهدده – ممازحا –
بأن تلقيه من شباكَ
الدورالثاني !
فهو لك وأنتَ
له
قد يقسو الحينَ عليك
نعم هذا حقه
لكنَّك كنتَ ومازلتَ
تحبُّه ..
وكانََ وما زالَ
يحبك ..
فأنتما أبناءُ عمومة
بل قل أخوة :
أليس كذلك
يا أبتاه ؟!
بلى ..
فهو من قبلٍ كانَ
أو من بعد ..
يريد الخيركلَّ الخير
لابن العمِ
صنوِالعمرِ/
قسيم رغيف الجبزِ
وما يتيَّسرُ
من موفورِالماءْ ،
إي والله يا أبتاهُ
إني عنكَ
أجيبْ !
……
هل قلتَ الدور
الثاني ؟
إي الدور الثاني
فعمي أحمدُ أوَّلُ مَن
أسسَ أدوارًا
عليا – في العائلة –
لبيته !
وأوَّلُ من أدخلَ أسلاكًا
في أعمدةِ النُّور
وأوَّلُ مَن شقَّ
الأرض البور
وأوَّلُ مَن ساقَ الإبلَ
إلى أكنانِ الدور!
إي واللهِ
وأوَّل مَن مدَّ يديه
الحانيتينِ
عليَّ ،
في أوقاتِ العسرةِ
وأوَّلُ من أيَّدني
في الأخبار !
……
فخذْ الحذرَ:
وتذكَّرْ أنَْ لأمِّ السيَّد
وجهًا آخرَ
لستَ تعيه
أقصدُ أمَّ النَّافع
كنَّا لا ندري
وهي تطوف علينا
هي أمٌ فينا
لمَن ؟!
ف الطيِّب ، مثل كُريِّم
وعبده ك ثابت
وعطيات هي حسنات
ونعمات نفسها
رؤيات ..
الداني منها هو فيها
والقاصي يدنو
أكثر
كلٌ ينهلُ من فيضِ
نداها
أذكرأنَْ الطيِّب
لمَّا باغته الموتُ
تنادى فينا :
أحضروا لي أمَّ السيِّد
(أمي)
أقصدُ أمَّ النَّافع
أقصدُ أمَّ العائلة جميعا
صبايا كنَّا
أو صبيانا !
فما إن حضرتْ
حتى التفتََ مشيرا
أن يا أمُّ اقتربي
فما إن وضع الرأسَ المثقلَ
بالسكراتِ بين يديها
وفيما هو بينَ
البين ..
تطامنتْ روحُه
تثاقلتْ يداه
وأغمضَ
العينين !!
…….
هذا لها ولها في ذاك
مبادئ خمس :
ألَّا تأخذَ صبيَّةٌ من الصبايا
شيئا ما من أيٍّ منَّا
نحن صبيانَ
العائلةِ
فمبدؤها في هذا :
(أنَْ حلاوةَ الجدعْ
وراها التَّبعَْ !)
وما أدراك ما الَّتبعُ
الذي تَقصدُه أم الَّنافعِ
في مثلِ الموقفِ ذاك !
وثاني هذه المبادئ :
أنَّ البنتَ التي تتركها فرصةُ
العريس الأول قد ..
(فاتتْها السنةُ
الرَّماحةُ !)
والسَّنةُ الرمَّاحة
في عرفِ أمِّ النَّافع
هي فرصةُ العريس الأوَّل
من عمرِالصبيةِ
أيَّةِ صبيةٍ ،
أيَّا كان الوقت !
وثالث هذه المبادئ :
أنَّ الأمَّ أيةَ أمٍّ
عليها ..
ألَّا تدعَ الجوعَ ينالُ
من صبيةً أو صبي ،
ففي مبدئها هذا
أن الجوع – ليس فقط –
مدعاةًً
لفسادِ الأبدانْ
بل هوسبيلٌ لفسادِ
الأخلاقْ !
ورابعُ مبادئها تلك :
أنَّ الواحدَ منَّا
أوفينا عضدُ
أخيه !
لا يسلمُه ولا يُرديه !
أمَّا الخامسُ
من تلك المبادئ :
أنَّ الحزنَ إدامُ الوقثَ
نطعمُ منه في كلِّ الأوقات
ترسَّخِ هذا المبدأ
حتى صارَ يقينًا
لا تخفيه ..
ترسّخ هذا المبدأ فيها
ثم تراءي لها ،
بعدَ أنِ حلَّقَ غرابُ البين
فوقَ سماءِ القريةِ
حتى استدعى نذيرَ الموت
ليخطفَ أوَّلَ فلذاتِ
الكبدِ لديها ..
ليخطفَ أجملَ
مَن فينا :
بكريها (كُريِّم) كما أسميتُه
أو عبد الكريم
كما أسمته
هي !!
…….
كانتْ من زمنً
آخرَ ..
زمنٍ آخرَ مثلَ يديها
وهي تعدُّ قشدةَ الصباحِ
في الصباحَْ
للغادين منَّا
والروَّاح
وحينما تراودُ ألبانَ
الَمغربية ..
والطازجَ من جبنةِ
الجمعةِ في نهاية
الأسبوع !
……
لكنِْي كنتُ لديها
إيقونةَ قلبَها
(دلُّوعَتها)
وعيناها كانتا لي دائما
الحارسِ الأمين
نعم دلُّوعتها :
أولادُها وبناتُها
في كِفة ،
وكِفتي أنا
– في كلِّ وقت –
هي الراجحة !
آكلُ من قشدِتها
في الصباحِ
وأشربُ من ألبانِ قِراها
في المساء
وأنتظرُ الطازج
من جبنةِ الجمعةِ
في نهايةِ الأسبوع !
…….
هذا ركضٌ آخرُ
خلفَ الأثرِِ
الباقي !!