ابتسامةٌ مؤجلة

أحمد اليوسف | سوريا

من أينَ

نسلبُ بسمةً للقلبِّ

لو ماتتْ جميعُ الأمنياتْ؟

أو كيفَ يجتاحُ الهوى قلباً تمرّغَ بالغيابْ

ملأ الرحيلُ سوادَهُ …

وتحولتْ أصقاعهُ لمخيماتْ؟

 

من أينَ في الوطنِ المضرّج

بالدموعِ وبالدماءِ وبالثكالى الحائراتْ!!

 

من أين نقطفُ بسمةً؟

لا زهرَ في هذا الربيعِ ولم يعدْ نيسانُ

يلبسُ حلةً خضراءَ هذا العامْ

فالجوُ يعبقُ بالرصاصِ

وضحكةُ الأطفالِ

باغتها الصباحُ بصرخةِ الألغامْ

 

ماذا إذَن لو ضجّتِ الأشواقُ

يقتُلها انتظارٌ حارقٌ

وتصحّرتْ لغتي

وأنتِ بعيدةٌ وبلادنا قسمانِ

أو قوليْ:

حتّى الحنينُ مقسّمٌ في أرضنا

والموتُ للأحلامْ..

 

من أين في هذا الضياع أميرتي؟

من أين نجلبُ بسمةً للـقـلبِ

حـيــنَ الـقـلبَ جــزّأهُ الطـغـاةُ

تقاسموهُ تبادلوا الأدوارَ

بل وتنافسوا من قد يكونُ العاهرةْ؟!!

 

عُدنا إلى عصرِ الحضيضِ قبائلاً متناحرة

ومبرمجينَ على الخيانةِ نائمـــينْ

لا مشهد الأشلاءِ يُوقظُنا

ولا صوتٌ يفوحُ بعارِنا

آتٍ يئنُّ من استغاثةِ طاهرة

 

من أين نسرقُ بسمةً للقلبِ

….. يا قلبي …

ويا وجعي المقيم على تخومِ الذاكرة؟

 

لا حبَّ في أرضي ولا أشواقَ

لا أزهارَ

لا آذار

وهنا نباعُ ونُشتَرى

وهنا الحياةُ تأجّلتْ وهنا الطيور

ـ لخوفهاـ تقضي الفصولَ مهاجرة

 

إني أحبكِ يشهدُ الدمعُ

الذي في مقلتيكِ ومقلتيَّ ويشهدُ

الخوفُ المسافرُ في العيون الذابلات

إني أحبكِ رغمَ أنفِ الموتِ

بل رغمَ الحواجزِ والشتاتْ

سنزيلها وسنلتقي

ستعودُ آلاف الطيورِ

وينتهي عصــرُ الطـغــاةْ

 

ولسوفَ نجلبُ بسمةً للقلبِّ

عند لقائنا ….

بالحبِّ يجمعُنا ربيعٌ آخرٌ

بعدَ احتراقِ فصولنا

سيجيئُ غيثٌ من سماءِ الحلمِ

يهتفُ بالربوعِ تزيّني

نيــــرونُ مـــاتْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى