المصباح والزجاجة
عمر البطا | مصر – الجيزة
“مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ”.
سورة النور
حَجَبَ المِصبَاحَ زُجَاجَتُهُ
فظَنَنتَ زُجَاجَتَهُ المِصبَاحْ
هُوَ فِيهَا، لَكِنْ
هِيَ فِيهِ:
يَطوِيها بِالنُّورِ الوَضَّاحْ
حَجَبَ المِصبَاحَ زُجَاجَتُهُ،
فَعَشِقتَ زُجَاجَاتِ الأقدَاحْ!
لو أَنَّا حَدَّقنَا فِيهَا
لاحتَرَقَتْ أعيُنُنَا يَا صَاحْ
مَا بَالُكَ لَو أسفَرَ
وَجهُ المِصبَاحِ
عَلَينَا دُونَ وِشَاحْ؟
ولِذَا
لم تَنظُر لِلمِشكَاةِ،
تَركتَ على الشَّجرِ التُّفَّاحْ
وَنَظَرتَ أَكُفَّ أَشِعَّتِهَا
تَمتَدُّ عَلَى الكَونِ، وتَجتَاحْ
فرَأَيتَ حَوَالَيْكَ الأشيَاءَ
تَفَتَّقُ
كقُطُوفِ الأدوَاحْ
ورَأَيتَ بِمِرآتِكَ وَجهَك،
فَتَعَلَّقَ قَلبُكَ فِي مَا لَاحْ
ونَسِيتَ المِصبَاحَ وَرَاكَ،
وَرُحتَ تُرَاقِصُ تِلكَ الأشبَاحْ
حَجَبَ المِصبَاحَ زُجَاجَتُهُ
هَيهَاتَ لِقَلبٍ أن يَرتَاحْ
وحُجِبتَ بِما أبصَرتَ
على ضَوءِ المِصبَاحِ
عَنِ المِصبَاحْ!