أنتَ وحْدكَ مُتْلِفي

نص وعدسة: محمد خلاد السكتاوي

الصورة: نخلتان في خلاء الشفق (كورنيش الرباط)

كم زمنٍ مضى
مَغْلُولةً بكنوز أسَاوِر شمسكِ الذهبية
تحملني على هوْدج الريح
فأعجب لنفسي
أنك جعلتني أفتح فجوة في الشفق المسائي
وأنفخ كملاكِ القيامة في الصُّور
أعلن أن لذةَ الحس ليست حراماً
كما سوْرةُ النزوات والشهوات
هذا دِينُك في الخلق
فدعنيِ أُخبِّئُ حواسي في جنة حبك

لا تعذِّبْني بلوْمك
أعترف أني لم أكن أملك شيئا

لكني صرتُ سيدةَ العالم
وهَبتَني سرَّه المكنونَ في سِرِّك
فقهَرْتُ هَوْجَ العواصف وأهوالَ البحار
وقُدْتُ أشرعة الغرباء
إلى أرض الفتوحات الكبرى
امرأة تَؤُم الصلاةَ بحجيج العاشقين
وخلفي تُصلي النساء
والرجالُ وأهلُ الخفاء
أمْحو سُورَةَ التحريم
وأجْلُو ماوراء المعنى

آه منك يا حبيبي
نخلتان نحن وشمس بيننا
تضيء خلاء الشفق
فضُمَّني قليلاً إلى حضْنك
قبل أن يفنى أجمل ما في قلبي
الذي هو أنت
ملاذي ومحركُ نبضي
دع جذوة الحياة يُطْفئُها الوجد
فتُشرق فيَّ النيرڤانا
وتنعتِق من جسَدي الروح

حرِّرْني ولو لبعض الوقت
من جحيم الابتلاء بالشك فيك
وسِحْر كنوزِ أساوركَ الذهبية
ولا تُطعمْني شوْك العوْسج
فلن يُبْرِئ سَقَمي
حين أُنْهي النَّفْخ في الصور
ويغيب الكلُّ في حضورك

ربما لستُ طاهرة
لأني كفرت بكل الآلهة سواك
لما أتاني كتابُ عشقك
فلا تؤاخذني
إذا دنَّس الكُفر إيماني
وسامحني إن تهتُ في الطريق إليك
فأنتَ وحدَكَ مُتْلِفي
وعمِّدْني لآخر مرة
لعلي أفنى فيك
——————-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى