لـ” سعدي يوسف” أقول: سلاما
محمد خَلَّاد السكتاوي | المغرب
أزاح عن وجهه ضباب المدينة
هو يوسف بن الأخضر ^
الشيوعي الأخير
ولندن هي آخر المنفى
دقّتْ ساعتها
وفقأت عين الزمن
لم يبحث هذه المرة
عن بدلته الزرقاء
كان متعباً تفحّمتُ عيناه
كأنه خارج من كهف منجم
ترك وراءه عربةً الحياة
بدون جِياد
وكعادته احتسى كأس نبيذ
ولم يقل وداعا
فقد كان بعيدا عن دجلة
وعن طفل مازال يختبئ فيه
ينتعل الماء
مشى فقط خطوات
بين نهر هنا ونهر هناك
واختفى .
—————-
^الأخضر بن يوسف: أحد وجوه الشاعر في غربته الشعرية الطويلة التي لم تنته
_______________
بَدْلةُ العاملِ الزرقاءُ | سعدي يوسف
—————————
على مقاسي كانت البدلةُ!
حتى أنني لم أختبِرْها لحظةً في غرفةِ التجريبِ…
كانت بَدلتي حقّاً…
وها أنا أرتديها؛
لا أفارقُ قُطْنَها المُزْرَقَّ حتى في الفراشِ!
تقولُ صديقتي:
ما أنتَ؟
عُمّالُ المدينةِ لم يعودوا يلبسونَ البدلةَ الزرقاءَ…
عمّالُ المدينةِ لم يعودوا يَدَّعونَ بأنّهم يُدْعَونَ عمّالَ المدينةِ!
أيها المجنونُ
حتى في الفراشِ، البدلةُ الزرقاءُ؟
هل تُصْغِي إليّ!
لندن 19 / 5 / 2008