شعلة القلب
محمد دحروج / مصر
لـو أنَّ هـذا اللـيـلَ يـرحـمُ قـصَّـتـي
لوُهبْتُ إغماضًا فحالـفني الكـرى
فـإذا المـناماتُ البـعيـدةُ تـصطـلي
جَــدْبـًا أُعــتِّــقُـهُ فـيُـصبحُ مُسْـكِـرا
فـأنـا إلَى العهدِ الـقـديمِ أشُـدُّني
لأظــلَّ في الـمـرآةِ غُـصنـًا مُــزهِـرا
فـهُـرُوبُ هذا الخـطـوِ مِـنْ أيـَّامِـهِ
قـد صارَ قـانـُونـًا عـليَّ مُـسـيـطِـرا
فهُنا عـلى وجـهِي نـُدُوبُ مشـقَّـةٍ
دلَّـتْ بـأنَّ الـعُـمْــرَ راحَ فـأصحــرا
واحـتـلَّـتِ الأوجـاعُ جــسـمـًا نـبـضُـهُ
وصَـبٌ بـكُـلِّ عُـرُوقِ ألـفـاظي سَــرَى
أنـا مَنْ أتيتُ القـفْـرَ أعصـرُ دمعـتي
فـإذا بـنـهــرٍ مِـنْ عـذابـاتـي جــرَى
واستنبتَ الأحـزانَ مِنْ شمسِ الضُّحَى
فمضَتْ إلَى دربي الخُـطُوبُ مُبكِّـرا
واستلَّني الـوجَعُ الكريـهُ لاُصطَفَى
شبحـًا حطِـيمـًا لـيـسَ يـعرفُـهُ الـورى
أغـمضتُ عيني ، والمصابيحُ انـطـفتْ
وجـعـلتُ قـلبـي شُعـلتينِ لـكى أرى