بشرة خير.. طفرة جديدة طرأت على كورونا ربما تحوله إلى “فيروس وديع”
أ.د/ احمد علي دنقل أستاذ الوراثة الجزيئية – جامعة سوهاج
أظهرت الدراسات الحديثة للتسلسل أو التتابع النيكلوتيدي للجين الذي يحمل شفرة الشوكة او السنبلة المكونة من جليكوبروتين spikeglycoproteinوالتي تتكون من 1273 حمض اميني مرتبه في نطاقين two domains. والتي تعد أهم البروتينات المرصعة لغلاف فيروس كورونا المستجد covid-19 حيث إن الفيروس من خلالهيستطيع التعرف على خلية العائل المستهدف إصابتها وهي خلايا الجهاز التنفسي.وذلك من خلال المستقبلات الموجودة على الغشاء الخلوي والمحددة بنوعان في حالة كورونا المستجد covid-19 هي ACE-II receptor وcd147. والتي يستطيع الفيروس التعرف عليها ويرتبط بها تمهيداًإلى اختراقها والسيطيرة عليها. وفي هذا الصدد أكدت دراسات اجريت في مراكز بحثية مختلفة عن حدوث تلك الطفرة التي حولت إحدى الأحماض الأمينيةوهو حمض الأسبرتيك (Aspartic acid) ويرمز له بحرف Dإلى الحمض الأميني الجليسين (Glycine) ويرمز له بحرف Gوحددت الطفرة عند الموقع 614 من تسلسل الأحماض الامينية واصبحت نسخة كورونا النسخة الشرسة القديمة يرمز لها دي 614 (D614) اما النسخة الوديعة التي تم انتشارها مؤخرا يرمز له جي 614 (G614). وكثيرا الاعلان عن طفرات جديدة ارتبط في اذهاننا انه امراً مخيفاً او مزعجاًقد يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة ربما تكون اكثر شراسةإلا أن هذا التحور او الطفرة الجديدة أدتإلى ثبات فيروس كورونا وجعله اكثر انتشارا والمفاجأة انه اقل شراسة حيث وصفه بعض العلماء بغير المميت وأكدت ذلك دراسة لعالمة امريكية تدعى إيريكا أولمان سفاير من معهد لا جولا لعلم المناعة واتحاد العلاج المناعي التاجي نشرت في إحدى كبرى الدوريات العالمية في مطلع هذا الشهر وهي مجلة الخلية Cell “.واستندت الدراسةإلى بعض الدراسات السابقة التي قامبها باحثون أخرون والتي تم نشرها على خادم ما قبل الطباعة في وقت سابق ، وقد اكدت المعلومات المشتركة حول التسلسل الجيني إلى أن النسخة المتحورة او المتحولة G614من الفيروس هي المسيطرة الآنفي اوروبا وامريكا وربما اجزاء كثيرة من العالم سوف يتم التأكد منها في القريب العاجل من خلال دراسة التسلسل الجيني للشوكة البروتينية والتأكيد على وجود النسخة المحورة غير الشرسة. ولم يقم الفريق الآن بفحص المزيد من التسلسلات الجينية فحسب ، بل قاموا أيضًا بإجراء تجارب تشمل الأشخاص والحيوانات والخلايا في أطباق المختبر Petri dish، التي اظهرت أن النسخة المتحولة أكثر شيوعًا من الإصدارات الأخرى من الفيروس.وقال سافيري “نحن نعلم أن الفيروس الجديد أكثر نشاطا، ولكنه اقل شراثة من سلفه. ولكن الطفرة او التحول هذا رغم ايجابيته من حيث إضعاف قوة الفيروس كما تنبأ بعض الباحثين في علم المناعة والفيروسات بأن تواليوتتابع الأجيال من الفيروسات يؤدي إلى ضعفه وسهولة التعايش معه. الا أنه ربما يجهض المحاولات السابقة للبحث عن مصل للنسخة السابقة D614 من الفيروس والبدء من نقطة الصفرفي البحث عن أمصال وفكسينات وعلاجات والأمل أن تزيح النسخة المتحورة الجديدة والأسرع انتشارا G614 لتحل محل النسخة القديمة الشرسة ويصبح كورونا كوفيد 19 (covid 19) مثلها مثل الانفلونزا يستطيع البشر التعايش معه. وربما تكون ارادة الله في نهاية الوباء كما حدث في الانفلونزا الموسمية في القرن التاسع عشر. وهذا من عند الله سبحانه وتعالى هو من نزل البلاء وهو من يرفعه.
والجدير بالذكر أن هذه الطفرة في الشفرة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تشبه التغيرات التي شهدها العلماء في فيروس سارس المنتمي لنفس العائلة، عندما تفشى عام 2003.أيضا في الصين. وهذا ما تحدث عنه افريم ليم الأستاذ بكلية علوم الحياة بجامعة ولاية أريزونا واكد إن هذه الطفرات ذات أهمية كبيرة لأنها حدثت لفيروس “سارس” وقللت من قدرته على الانتشار.
وقد تساعد هذه الطفرات على فهم فيروس كورونا المستجد بشكل أفضل، كما قد تسهم في تطوير أدوية أو لقاحات مضادة له، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات. ويسعى العلماء حاليا إلى معرفة ما إذا كان يمكن لهذا الأمر أن يكون مدخلا للسيطرة على كورونا وعلاجه، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن”.ويقول الخبراء إن هذا الأمر قد يكون “خبرا سارا”.