شُعرُورَةٌ بَلهَاء

حاتم جوعيه | فلسطين – المغار – الجليل

شُعرورةٌ مأفُونة ٌ بلهاءْ

لا تعرفُ الألفَ من الياءِ ولا والجيمَ من الباءْ

لا تعرفُ حرفَ النّصب منَ الجزمِ ولا المبتدأ من الخبرِ

أو كتابة الإملاء

هي تنصبُ الفاعلَ .. ترفعُ المفعولَ والأسمَ المجرورْ

ممسوخة مأفونة ٌ مذمومة ٌ شمطاءْ

معتوهة تتقلبُ تتلوَّنُ مثلَ الحرباءْ

الخُبث والمكرُ والعُهرُ ديدَنُهَا

والخسَّةُ والكذبُ والرَّياءْ

تتظاهرُ انها ساذجةٌ ووديعة كفرخ حمامٍ

ما هي إلا أفعًى رقطاءْ

تعتبرُ نفسَها كاتبة ً

تدرجُ اسمهَا بين الشعراءْ

تنعتُ دومًا نفسها وبأفخمِ الألقاب والأسماءْ

وتقولُ الفاجرةُ المأفونة ُ: ميُّ زيادة هي في الإبداعِ تفوقُ جميعَ الأدباء

..ما هي إلا مجنونة ٌ معتوهة تسرقُ الأشعارَ تنسخها خطأ عن كتبٍ

ودواوين لشعراءٍ وكتابٍ..البعض منهم مشهور والبعضُ نسيتهُ الأجيالُ

..توارى في متاهاتِ النسيانْ…

هي لا تعرف حتى نسخَ الجملِ والكلماتِ لأنها لا تعرفُ الأحرفَ الهجائية وقواعدَ اللغة العربيَّةِ والصرف والنحو.. ولا البحور والاوزانْ

كم من مرة صَحَّحتُ لها أنا ما تكتبهُ وتخربشهُ من هبَلٍ وَهُراءْ

في كلِّ زاويةٍ أو منبرٍ أو منتدًى تضعُ اسمَها الذي يزكمُ الأنوفَ

وتقرفُ وتشمئزّ منهُ الجيفُ المُنتنة ُ والمراحيضُ والإيديسُ الملعونُ والكورونا وكلُّ مرضٍ ووباءٍ فاتكٍ هذه الرَّعناءْ

حتى القردُ ومن منظرها يقرفُ ..بل يهربُ مذعورًا …

من نتنها وقذارتها يفرنقعُ.. يهربُ أيضا الضبعُ ويهربُ منها الظربانْ

تمشي كالثورِ الأبلقِ في ثقلٍ …تترنَّحُ مثلَ السكران

أضحت كركوزَ العصرِ ومهزلة ً في كلِّ البلدانْ

وعليها يتضاحكُ كلُّ السمَّارِ.. جميعُ الناسِ وفي كلِّ مكانْ

في كلِّ الأعراسِ لها صنجٌ ودَفُّ

في كلِّ وليمةٍ وَمُناسبَةٍ قبلَ الجميعِ تَصُفُّ

هي سيِّئة الصيتِ ومنتنة منها الناسُ لقد قرفوا

وتظنُّ بأنها صاحبة ُ واجبٍ والشَّخصيَّة ُ المَرموقة اجتماعيًّا

ولها التكريمُ ..لها الحظوةُ والنيشانْ

ما هيَ إلا الخزيُ والعارُ والشنارُ في هذي الأوطانْ

هي مع أمثالِها مصلٌ للتدجينِ وللتهجينِ وللأسرلةِ الشنعاءْ

وَلِوَأدِ الإبداعِ ولطمسِ ودفنِ أدبنا وثقافتنا وحضارتنا وهويتنا

والفنِّ َالراقي والشعر الوطنيِّ وسحر البلاغةِ ثمَّ البيان

مُومِسَةٌ مهبولةٌ حمقاءْ

ليستْ تساوي في سوقِ الرقِّ والنخاسةِ شسعَ حذاءْ

لا شرفٌ..لا قيمٌ تردعُهَا…لاخيرٌ فيها إطلاقا هذي الحرباءْ

هي دوما مُمحلة… مُقفرةٌ … قاحلة ٌ ويبابٌ كالصحراءْ

جعلوها شاعرةً ومناضلة هذي المأفونة المجنونة ُ والخرقاء

الطاعون والإيدسُ منها يقرفُ والكورونا تنأى عنها تتلاشى

وهي الطاعونُ..هي الإيدسُ في نظرِ الناسِ وليسَ لها شفاءْ

ما من مرضٍ إلا ولهُ مَصلٌ ودواءٌ

لكن مرض الحُمقِ والجنونِ أنَّى لهُ طبٌّ ودواءْ

هي مترعةٌ بالحمقِ وباللؤمِ وبالحقدِ وبالأدرانْ

دوما تبقى شاردةً ( سائبة ً) مثلَ الحشراتِ ونلقاها في كلِّ مناسبةٍ ومكانْ

 

كالسوسةِ تنخرُ تنشرُ الإيدسَ الفكريَّ والوَباءَ والبلاء

هيَ تحتاجُ إلى حجزٍ ولسجنٍ فرديٍّ ..هذي الحمقاءُ الحَولاءْ

ما من أحدٍ يضبُّها ويلمُّها.. يعقلها كالكلبِ المَسعُورِ.. كناقةِ أعرابيٍّ جَرباءْ

وجائزةُ التطبيعِ التي مُنِحَتْ لها لشهادةٌ دامغة ٌ تُثبتُ خسَّتها ونذالتها

وتواطئها من دونِ عَناءْ

…ما زالتْ تمرحُ في الرِّجسِ وفي أوساخِ وأوحالِ التطبيعِ ومن دونِ حياءْ

تحتَ حضيضِ الحضيضِ مكانتها وموقعها.. ما في القولِ مِراءْ

كانت وستبقى تحت الدَّركِ وتحتَ الحضيض مكانة

خلقا وخلقا.. ظاهرا وباطنا..شكلا أو مضمونا ومنَ الألف إلى الياءْ

هي تكتبُ عن الكورونا وتحاورها ..

ما هي إلا كورانا هذا العصرِ وأخطرُ داء

ولها قوامٌ كالبرميلِ يثيرُ الضحكَ.. وعينان مثل البوم وصوتٌ

مثلُ نهيقِ الكُرِّ نشازا ..وتخالُ.. تظنُّ أنها أجملُ امرأةٍ فوق الغبراءْ

شعرورةٌ نابحة كالكلبةِ الجرباء

ولها فحيحٌ كالثعبانِ وكالمومسِ الرَّعناءْ

حتى الرجسُ والعهرُ يفرنقعان لذكرها ويخجلُ منها العارْ

تقذفها أوكارُ الدعارةِ .. كلُّ زقاق آثمٍ أسن ٍ وفناءْ

ومكانُها وموقعُهَا الطبيعيُّ في مستشفى الأمراضِ العقليَّةِ أو في

أكوام القمامة والنفاياتِ والمراحيض وبيوتِ الخلاءْ

عليها يتكأكأ مرضى الإيدس والسفلس ومن بهم لوثة ٌ عقلية وعقدٌ نفسية مزمنة والمُقسَئِنُّونَ من هرم .. وعاهاتُ هذا العصرْ

للقطةِ شهرٌ في العامِ تمارسُ فيهِ طقوسَ الجسدِ الهائجِ أو شهرانْ

أمَّا هذي المأفونة ُتبقى طولَ الاعوامِ وكلَّ الأوقاتِ مُؤجَّجة ً تغلي كالبركانْ

هي تجنحُ وتهرعُ دوما مثل البغل الأرعن نحو الأمسيات المشينةِ

والندوات المشبوهةِ والعميلةِ والمعادية لفكر وثقافة وآداب وأبداعِ شعبي

الفلسطينيِّ الأبي المكلوم السائرِ في نارِ الأحزانْ

هي تنعتُ نفسها بالشاعرةِ الفلسطينيَّهْ

ولقد أعطوها جائزة الإبداع السلطويَّهْ

عفوا … جائزة التطبيع الصهيونيَّهْ

لا لمستواها الإبداعي والفكري..بل لعمالتها وخيانتها وخساستها

ولمستواها الهابطِ والساقطِ تحت معنى السقوط والحضيضِ أدبا

وآدابا..وسلوكا وخلقا وأخلاقا وقيما ومبادىء .. تلكَ الجذباءْ

هي لا تعرفُ ما معنى الشرف والكرامة والإباءْ

هيَ والشعرورونَ الأوباشُ المَمْسُوخونَ هُنا ما هُم إلا جسرٌ

وعليهِ يتمُّ التنفيذ ُ لما يخطّطهُ أعداءُ الشعبِ وأعداء الحقِّ الجبناءْ

وعليهِ يتمُّ مرورُ مشاريعِ التهجينِ وكل خططِ التطبيعِ لوأدِ الأدب والفكرِ الحُّرِّ هنا والإبداع الساطع صبحا ومساءْ

شعرورةٌ ممسوخة ٌ معتوهة كالمومسِ الشمطاءْ

مهما فتحت ساقيها للريح وللأعصارِ وللقاصي والدَّاني ولكلِّ حثالاتِ العصرِ ..وباعت نفسَها للشيطانِ وسارتْ في صفِّ العملاءْ

مهما حاول الأوغادُ وكلُّ القوادين وأعداءُ الشعب إشهارَهَا وتلميعَها

وإعطاءَها الجوائزَ والتكريمَ المُشينَ… ومهما عليها ركزوا الأضواءْ فستبقى وصمة َ عار ٍ طولَ الأعصرِ والأزمانِ وفي

كلِّ الأمصارِ وكلِّ الأرجاءْ

وسيبقى ثمنها وحجمُها النوعيُّ لا يساوي شَسعَ حذاءْ

ومصيرُها غدا وكلُّ من حاولَ أن يجعلَ منها شاعرة وبالزيف إلى مزبلةِ التاريخِ وإلى الدركِ الأسفلِ وتحت الرمضاءْ

شعرورةٌ معتوهة ٌ مأفونةٌ بلهاءْ

هي وأسيادُها أعداءُ الشعب إلى سقر ٍ ولنار جحيم ملتهبةٍ حمراءْ…

لجهنَّم كلُّ المخزيِّين الملعونين إمعات العصر

وكل الأوباش وكلّ السفهاءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى